كاتب أمريكي يتحدث عن "الترتيبات الانتهازية في اليمن"
أشار الكاتب الأمريكي "أوستن باي" في مقال له نشر على موقع "بوستن هيرالد"، إلى أن "الحقائق الدامغة على الأرض لا تدعم التقييم المتشائم القائل بأن الحرب الفوضوية في اليمن تضع الجميع في مواجهة بعضهم البعض في خضم صراع معقد من المجازر والمجاعات".
وقال الكاتب في مقاله المنشور تحت عنوان "الترتيبات الانتهازية في اليمن" إذا قمنا "بإلقاء نظرة على التحالفات المتقاتلة الرئيسية سنجد التحالف المؤيد للحكومة اليمنية بقيادة المملكة العربية السعودية، وحركة التمرد الحوثية المدعومة من إيران - حيث يعاني كلاهما من نقاط ضعف سياسية. وعلى الرغم من عيوبها، تمكنوا من تشكيل جانبين مختلفين مليئين بما يكفي من الأسلحة والمرونة الأخلاقية اللازمة لإراقة الدماء على القضايا والمصالح التي تؤثر على السعودية وإيران وتهدد الشرق الأوسط وتفاقم معاناة اليمن".
ويضيف الكاتب: "مع الاعتراف بذلك الظرف الأكبر، فإنه يمكن للتحالفات المحلية أن تتحول بسرعة نتيجة لأسباب عميقة أو عابرة يفشل في التنبؤ بها مراقبو الدولة في اليمن. وغالباً ما يخدم المجرمون (وخاصة المهربون) العديد من المتحاربين لأن السيد الحقيقي للمحتالين هو المال وفي ظروف فوضوية مثل تلك التي تعاني منها اليمن فإنه ربما يخلط الدبلوماسيون والمراقبون والمراسلون بين العنف الإجرامي وحرب العصابات".
وناقش الكاتب إنه "في حالات الحرب، يمكن للأعداء أن يقوموا بترتيبات انتهازية فالحرب العالمية الأولى شهدت هدنات تكتيكية بين الجنود البريطانيين والألمان لاستعادة الجرحى والتي تعد أمثلة مؤثرة. مع ذلك، قد يتم إبرام الصفقات الخبيثة أيضا. إذ يعد ذلك أحد الأسباب التي جعلت تقرير وكالة أسوشيتد برس المثير، يحضى باهتمام إعلامي وسياسي لأنه أشار إلى أن التحالف المناهض للحوثيين بقيادة السعودية قد دفع أموالاً لـ"بعض" قادة تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية" مقابل مغادرة المدن والبلدات الرئيسية مع السماح للآخرين بالانسحاب برفقة الأسلحة والمعدات وكميات كبيرة من الأموال المنهوبة."
"ولكن سرعان ما جادل التحالف السعودي ذلك التقرير نافياً إبرام أي صفقات مع إرهابيين في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وبنفس الطريقة ردت وزارة الدفاع الأمريكية، حيث قال البنتاجون إنه منذ يناير / كانون الثاني 2017، استهدف القاعدة في شبه الجزيرة العربية في "فضاء غير خاضع للحكم" بأكثر من 140 هجومًا. وفي وقت سابق من هذا الشهر ذكر موقع Strategypage.com بأن الولايات المتحدة شنت أكثر من 30 هجوماً بطائرات بدون طيار في اليمن في عام 2018.
ويرى الكاتب بأن"محاربة تنظيم القاعدة في اليمن هي أخبار قديمة لا تزال ذات صلة. ففي نوفمبر / تشرين الثاني 2002 ، قتلت طائرة تابعة لشركة "بريديتور" بدون طيار تديرها وكالة الاستخبارات المركزية في محافظة مأرب في اليمن، ستة إرهابيين من تنظيم القاعدة بصاروخ هيلفاير(الجحيم )، حيث كان أحد الإرهابيين هو العقل المدبر للهجوم على المدمرة الأمريكية (يو إس إس كول) في ميناء عدن اليمني في أكتوبر 2000 كما شكلت تلك الضربة المرة الأولى التي تهاجم فيها طائرة أمريكية بدون طيار إرهابيين إسلاميين خارج أفغانستان."
ويضيف الكاتب إن "حرب أمريكا في عام 2018 على القاعدة في اليمن ماهي الا صراع خلفي وكذلك حرب القاعدة مع الدولة الإسلامية، المنظمة الإرهابية الإسلامية السنية سيئة السمعة فلم تُنس تلك الأخبار التي تحدثت عن أنه في منتصف يوليو / تموز، أفادت مصادر محلية في محافظة البيضاء في اليمن عن نشوب قتال بالأسلحة النارية بين مقاتلي القاعدة واخرين ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية حيث أشارت تقارير حكومية لاحقة إلى عدد غير مؤكد من الخسائر بلغ 18 جثة من مقاتلي الدولة الإسلامية إلى جانب 11 جثة لمقاتلي القاعدة. لا أحد يعرف مدى دقة ذلك لكن الترتيبات الانتهازية بين المخربين والعصابات تنتهي عادة بسفك الدماء المتبادل".
واتهم الكاتب "إيران والقاعدة ببناء "علاقات انتهازية قامت منظمات إعلامية أخرى بتغطيتها"، مشيراً إلى أنه "مؤخراً عاودت مجلة "ذا ويكلي ستاندرد" الأمريكية، تذكير العالم بحقيقة أن حزب الله الشيعي اللبناني، ذراع إيران، هو من قام بتزويد إرهابيي تنظيم القاعدة من السنة المتطرفين بالمتفجرات والتدريب، استعدادًا لهجمات القاعدة على السفارتين الأمريكيتين في تنزانيا وكينيا حيث وقعت تلك الهجمات قبل عقدين من الزمن - تحديدا في 7 أغسطس 1998."
ولفت الكاتب إلى أن "الحرب الأمريكية على الإرهابيين الإسلاميين والحرب الأهلية بين الإرهابيين الإسلاميين أنفسهم تنظوي ضمن الصدام الأكبر بين التحالف والمتمردين الحوثيين المدعومين إيرانياً."
وذكر الكاتب بأن "الإمارات وهي دولة عربية سنية وحليف رئيس للمملكة العربية السعودية في اليمن، عبرت عن غضبها العلني إزاء اتهامات "التعامل مع القاعدة. حيث قال ضابط إماراتي رفيع المستوى إن المجموعة الإرهابية تشكل تهديدًا إقليميًا وعالميًا وأن الإمارات "عازمة على تدمير" القاعدة في شبه الجزيرة العربية."
و أشار الكاتب في ختام المقال إلى أنه "في حال كان هنالك ترتيب انتهازي بين قوات التحالف ومقاتلي القاعدة في شبه الجزيرة العربية، فإنه يبدو بأن الصفقة كانت محلية للغاية وقصيرة جداً."
اليمن الكبير || عين اليمن "عدن"




التعليقات