اليمن الكبير|| المهرة بوابة اليمن الشرقية

في الحديدة.. رصاص القناصة يغتال المدنيين ويحول مئات الأطفال إلى أيتام (تقرير خاص)

لم تكن تعلم رغد وشقيقها قصي أن التاسع من رمضان سيصبح ذكرى حزينة، تذكرهم برحيل والدهم الذي اغتالته رصاصة قناص غادر حين كان يعمل ويكافح من أجل إطعامهم، مساء يوم الثلاثاء 14 مايو الجاري.

كان عادل الزبيدي (والد رغد وقصي) يعمل باجتهاد لإصلاح أحد مستودعات مصنع يماني شرق مدينة الحديدة، قبل أن تضع رصاصة قناص يتبع جماعة الحوثي نهاية لحياته المثقلة بالكثير من الأيام الصعبة والتعيسة، والخالية من انخراطه أو مشاركته في القتال مع أي طرف سياسي وعسكري في الحديدة، لكن آلة الموت العمياء بيدي القتلة لا تفرق بين مدني وآخر عسكري.

ويروي اثنين من أقارب الزبيدي الحادث لـ "يني يمن" بالقليل من الكلام والكثير من الصدمة والوجع، ويؤكدون أنه اضطر للعمل في تلك المنطقة الحساسة على خطوط القتال ضمن مجموعة من عمال البناء، بعد أن توقف عمله ومصدر دخله في مصنع الملح الذي يقع شمال مدينة الحديدة.

المخاطرة بالموت لأجل الحياة

خاطر عادل ورفاقه للعمل من أجل إعادة تشغيل مجمع إخوان ثابت (مصنع يماني)، بعد أشهر من المعارك التي دمرت المصنع وحرمت أكثر من 6 آلاف موظف وعامل مصدر رزقهم، لكن رحيل عادل الذي جاء بعد يوم من حديث الأمم المتحدة عن تنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بإعادة الانتشار في الحديدة، كشف زيف وهشاشة السلام الذي يروج له المبعوثون الأمميون.

وتعددت الوسائل لكن الموت والقاتل واحد، فلم يكن عادل ضحية الحوثيين الوحيدة في ذلك اليوم، فقد قتل قبله بساعات مدنيان آخران، هما محمد عبد الله كبش وسعيد صالح قناعي، جراء انفجار لغم أرضي فيهما في قرية المتينه بمديرية التحيتا جنوب الحديدة.

ولم يجلب اتفاق ستوكهولم المعلن منذ 18 ديسمبر السلام إلى الحديدة، كما أن هذا الاتفاق لم يحمي المدنيين طوال 5 أشهر، فقد قتل أكثر من 140 مدنياً فيما جرح 811 آخرين أغلبهم من النساء والأطفال، خلال هذه المدة بحسب تقرير للحكومة اليمنية.

المدنيون فريسة سهلة

"نجيب دخن" طفل من أبناء مديرية التحيتا لم يتجاوز عمره عامين، كان هو الآخر ضحية لرصاص قناصة الحوثيين ومعه رجل يدعى عبد الله زيد، وآخر من مديرية حيس يدعى "يحيى طالب"، وكلهم نجو من الموت بإصابات بالغة.

الكثير من الضحايا سقطوا بالتزامن مع الحديث عن مؤشرات السلام الهش والمتعثر في الحديدة، عروس اليمن الحزينة والممزقة بمئات الأنفاق والخنادق، وآلاف الألغام التي تتربص بجيل كامل من الأطفال، وأكثر من ثلاثة مليون مدني يقيمون في الحديدة ومديرياتها.

لقد تمكن المجتمع الدولي من إيقاف المعركة لكن ذلك جعل المدينة معلقة ومحاصرة، تودع كل يوم عدداً من أبنائها الذين يقتلون بالألغام ورصاص القناصة، والقصف المدفعي والصاروخي، وسط اتهامات متبادلة، بين الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة الحوثيين، بارتكاب الخروقات والانتهاكات فيما تلتزم الأمم المتحدة الصمت، وترفض تسمية الطرف المعرقل للسلام والممعن في قتل المدنيين.


       اليمن الكبير || عين اليمن "عدن"


أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا