باحثة بريطانية: تقدم الانتقالي في حضرموت يمنح الإمارات “قبضة استراتيجية” ويُربك السعودية وعُمان
اعتبرت الباحثة السياسية البريطانية في جامعة كامبريدج، إليزابيث كيندال، أن سيطرة القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي على محافظة حضرموت تمثل انتصارًا سياسيًا واستراتيجيًا للإمارات، التي ترى أنها ستكسب بذلك "السيطرة على موارد طاقة مربحة، وموانئ حيوية، ومسارات تجارية، ومواقع أمنية بالغة الأهمية".
وأكدت كيندال أن هذا التحوّل سيضع السعودية أمام واقع أكثر حساسية، يتمثل في "نشوء دولة جنوبية محتملة على حدودها، تقف في مواجهتها مليشيات الحوثي ذات التوجه العدائي".
وأضافت الباحثة أن المكاسب السريعة التي حققها الانتقالي على الأرض تُعد مصدر قلق لسلطنة عُمان، التي تنظر إلى محافظة المهرة باعتبارها "عمقها الاستراتيجي وساحتها الخلفية". واعتبرت أن الهجوم الخاطف على حضرموت، رغم محدودية الاشتباكات، "يعكس مستوى من التنسيق مع بعض قوات الحكومة"، وأن سرعة التقدم تمثل "دليلًا على إخفاق مجلس القيادة الرئاسي في إدارة المرحلة".
ووصفت كيندال مجلس القيادة الرئاسي بأنه "ضعيف ومنقسم، وينخره الاقتتال الداخلي"، محذرة من أن وضعه السياسي بات "ضبابيًا" على وقع مخاوف متزايدة من إعلان الانفصال في الجنوب.
وفي المقابل، استبعد مسؤول حكومي يمني رفيع—طلب عدم الكشف عن هويته—إمكانية إعلان دولة جنوبية جديدة، مؤكداً لوكالة فرانس برس أن "هذا الخيار غير قابل للتنفيذ ولا مجدٍ في الوقت الراهن"، مشدداً على أنه يتطلب توافقًا وطنيًا وإقليميًا ودوليًا "غير متوفر حاليًا".
ويرجح مراقبون أن يسعى المجلس الانتقالي إلى إعادة التفاوض حول اتفاق تقاسم السلطة داخل مجلس القيادة الرئاسي، خصوصًا مع تزايد الحديث عن احتمال استئناف المحادثات بين السعودية والحوثيين.




التعليقات