شهدت مدينة المخا الساحلية، مساء أمس، توتراً متصاعداً عقب تنفيذ قوات أمنية تابعة لإدارة أمن المنطقة عملية مداهمة مفاجئة استهدفت ورشة يملكها المطران حلمي أحمد قاسم، انتهت باعتقاله دون إيضاح رسمي للأسباب.

وأفادت مصادر خاصة بأن طقماً أمنياً اقتحم الورشة الواقعة في أحد أحياء المدينة دون إبراز أي مذكرة قضائية، قبل أن يُباشر أفراد القوة عملية الاعتقال بشكل مباشر، وسط حالة من الهلع بين الحاضرين والمقربين من المطران قاسم.

وبحسب مصادر مطلعة، جرى نقل المطران في البداية إلى السجن المركزي في المخا حيث احتُجز لساعات، قبل أن تقوم الجهات الأمنية بنقله بشكل مفاجئ بعد منتصف الليل إلى سجن إدارة شرطة مديرية موزع. وانتقد مراقبون هذا الإجراء الذي أثار تساؤلات واسعة حول أسباب تغيير مكان الاحتجاز في ساعة متأخرة من الليل.

وتشير المعلومات الأولية إلى أن عملية الاعتقال جاءت على خلفية منشورات نُشرت على حساب المطران قاسم في منصة "فيسبوك"، اعتبرتها السلطات الأمنية "تحريضية" أو "مخلة بالأمن العام". في المقابل، أكد أنصاره أن منشوراته كانت ضمن حدود حرية التعبير والدفاع عن قضايا مجتمعية.

ويرى مراقبون أن اعتقال شخصية دينية واجتماعية بارزة كهذه يمثل تطوراً حساساً قد يفاقم منسوب التوتر في المنطقة، ويطرح تساؤلات حول معايير حرية الرأي والتعبير.

وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر السلطات الأمنية أي بيان رسمي يوضح ملابسات الاعتقال أو أسباب نقله بين السجون، ما يثير قلقاً متزايداً لدى منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني بشأن مصيره وسلامته.