اتهم وزير الإعلام معمر الإرياني، مليشيات الحوثي بمحاولة طمس حقيقة جريمة اغتيال الطبيبة اليمنية وفاء صدام المخلافي في صنعاء، من خلال نشر تسجيل مرئي لشخص يدعى "علي القرشي"، زعمت أنه قريب للضحية، في محاولة لتسويق الرواية الحوثية وتبرئة عناصر الجماعة من الجريمة.

وقال الإرياني إن الشخص الذي ظهر في التسجيل "ليس من أقارب الطبيبة المغدورة"، مؤكدًا أنه أحد مشرفي الجماعة وله سوابق في التستر على مجرمين، بينها إخفاء متهم رئيسي في قضية مقتل الطفل مرسال عيدروس، وتهريبه إلى مناطق خاضعة للحوثيين.

وأضاف أن ظهور هذا الشخص للإشادة بتحقيقات الحوثيين، هو "محاولة جديدة لخلط الأوراق والتغطية على الجريمة"، وضخ رواية مفبركة بعيداً عن الوقائع الثابتة وشهادات شهود العيان.

متهم حوثي من قوات النجدة

في السياق نفسه، كشف المحامي وضاح قطيش أن المتهم الرئيسي في الجريمة هو عسكري يتبع قوات النجدة الحوثية يدعى عصام محمد يحيى العقيدة، وله سوابق جنائية في قضايا الحرابة والنهب والاعتداء على المواطنين، مؤكداً أن هذه ليست قضيته الأولى.

ودعا قطيش إلى تحقيق شامل يشمل فحص هواتف المتهمين وسجلات اتصالاتهم وتحليل الأدلة الفنية قبل إحالة القضية للنيابة.

تفاصيل الجريمة

وقُتلت الطبيبة وفاء المخلافي داخل سيارتها بالقرب من وزارة الإعلام بصنعاء، بعد تعرضها لإطلاق نار كثيف تجاوز 15 رصاصة، وفق مصادر محلية، عقب خروجها من شركة صرافة استلمت منها حوالة بالدولار.

واتهم الإرياني عناصر تتبع ما يسمى "جهاز الأمن والمخابرات الحوثي" بملاحقتها وإطلاق النار عليها، مؤكدًا أن الجماعة تحفظت على الجثمان والسيارة، وخطفت أفرادًا من أسرتها لإجبارهم على تبني روايتها.

رواية متناقضة وضغوط على الأسرة

وأشار الوزير إلى أن الحوثيين تأخروا ثلاثة أيام قبل إصدار روايتهم الرسمية، والتي وصفها بأنها "متضاربة وخالية من ذكر الدوافع وهوية الفاعلين الحقيقيين"، مؤكدًا أن اختطاف أقارب الضحية ومصادرة هواتفهم يثبت تورط الأجهزة الحوثية.

وطرح الإرياني تساؤلات للرأي العام:

"لماذا تأخر التوضيح؟ لماذا خُطف أقارب الضحية؟ لماذا يُهدَّد الشهود؟ ومن أين جاءت كل هذه السرية إذا كانت الجريمة كما يزعمون؟"

غضب شعبي وتصاعد الانفلات الأمني بصنعاء

الحادثة أثارت موجة غضب واسعة، وتأتي ضمن سلسلة حوادث منفلتة في مناطق سيطرة الحوثيين، وسط اتهامات للجماعة بإدارة جهاز أمني يعمل على التتبع والابتزاز والتصفية خارج القانون.