كشف تقرير حقوقي حكومي عن ارتكاب ميليشيات الحوثي «2461» انتهاك وجريمة في العاصمة صنعاء خلال ثلاثة أشهر، منذ بدء العام الجاري، تنوعت بين القتل والاصابات والتعذيب ونهب ممتلكات عامة وخاصة وتجنيد الأطفال.

ووفقا للتقرير الذي حمل عنوان "العاصمة صنعاء.. مأساة ومعاناة" - وتم إطلاقه في مؤتمر صحفي بمأرب - فإن جرائم القتل بشكل مباشر من قبل الحوثيين بلغت «30» حالة، بينها حالتين وفاة تحت التعذيب، في حين تم إصابة «58» حالة.

إحصائيات الانتهاكات

ورصد التقرير "«195» حالة اختطاف غالبيتهم نساء بنحو «122» وثمانية اطفال، في حين بلغت حالات الاختفاء القسري «86» حالة معظمهم نساء، «73» حالة تعذيب، و«75» حالة اعتداء جسدي، و«63» حالة اقتحام لممتلكات ومنشآت عامة".

وبحسب التقرير "فإن ميليشيات الحوثي استولت على أرضيتين تابعة للأوقاف في العاصمة صنعاء، واقتحمت «61» من الممتلكات الخاصة، كما تم رصد «130» حالة نهب للأموال العامة والخاصة بالإضافة إلى مساعدات اغاثية للسكان".

وذكر التقرير - الذي أعده مكتب حقوق الإنسان في العاصمة صنعاء- فإنه تم رصد «47» حالة تجنيد لأطفال، و«106» حالة اعتداء على الحريات العامة. والتي تصاعدت بشكل لافت في العاصمة خلال الأشهر الماضية مع سعى الحوثيين فرض إجراءات جديدة على السكان.

النساء أكبر الضحايا

لم يسبق أن تم تسجيل انتهاكات بحق النساء بشكل مضاعف على الرجال في العاصمة صنعاء، وخاصة فيما يخص الاختطافات والإخفاء القسري، ويبدو لافتا تصاعد الانتهاكات الجسيمة بحق المرأة اليمنية. حيث لم تتعرض للانتهاكات مثلما تتعرض له منذ سيطرة الحوثيين.

وقال مدير مكتب حقوق الانسان في أمانة العاصمة، فهمي الزبير "أن أمانة العاصمة شهدت تدهورا مريعا في الانتهاكات حيث تعرضت المرأة لأول مرة للاختطاف والسجن والاذلال وابتزاز أسرهن مقابل مبالغ مالية، وتشويه صورة المرأة اليمنية بطريقة متعمدة".

وسبق أن كشف وكالة "استوشيتد برس" عن اختطاف الحوثيين للعشرات من النساء في سجون خاصة بقيادات حوثية حيث يتم تلفيق تهم بحقهن تتعلق بقضايا أخلاقية، ومن خلال تلك التهم يتم ابتزاز أسرهن لدفع أموال، مقابل الافراج عنهن.

انتهاكات بشكل يومي

لا يمر يوم في العاصمة صنعاء دون أن تسجل عملية انتهاك بحق المواطنين، حيث يستغل الحوثيون سطوتهم الأمنية في تنفيذ انتهاكات مستمرة تغيب معظمها عن تناول الإعلام، بسبب غياب كلي للصحفيين بصنعاء ووسائل الاعلام التي تعارض الحوثيين.

وقال وزير الدولة أمين العاصمة عبد الغني جميل "إن ميليشيات الحوثي تمارس الانتهاكات ضد المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها بشكل يومي".

وأضاف خلال مؤتمر صحفي في مأرب أمس الاثنين -أثناء ندوة عن حالة حقوق الإنسان- أنه منذ مشاورات السويد، لم تنفذ الميليشيات أي من تلك الاتفاقات، من بينها إطلاق سراح المختطفين والأسرى.

وأشار جميل "أن الأمم المتحدة نجحت في مهمتين فقط هما دعم الميليشيات الحوثية تحت مظلة المساعدات الإنسانية، ووقف العمليات العسكرية لتحرير مدينة الحديدة". في إشارة لحالة التواطؤ التي تمارسها المنظمات الأممية التي تتخذ من العاصمة صنعاء مقراً لها.

وتوسعت انتهاكات الحوثيين خلال العام الماضي لتشمل جميع سكان العاصمة صنعاء، بعد أن كانت مقتصرة على المعارضين للانقلاب على مؤسسات الدولة من قبل الحوثيين، لكنها تزايدت لتشمل جميع السكان من خلال سلسلة حملات وإجراءات متتالية نفذها الحوثيون. ولايزالون مستمرون في ممارسة الانتهاكات ويقبع في سجونهم مئات المختطفين والمخفيين قسراً.