تساؤلات خبيثة

ما هو المقابل الذي دفعته حكومة الشرعية حتى سُمح لها بالعودة إلى العاصمة المؤقتة عدن؟!

من المعلوم أن دولة الإمارات العربية المتحدة ظلت على مدى السنوات الأخيرة تعمل بكل طاقتها على إبعاد حكومة الشرعية عن تطبيع وتسيير الأوضاع من داخل عدن، فما هو العمل السحري الذي قامت به الحكومة لإقناع الإمارات بضرورة العودة في هذا الوقت، وما هو الثمن الذي دفعته مقابل ذلك؟!

لا تقل لي إن الثمن كان إشراك 5 وزراء من المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًّا في هذه الحكومة، فلو كان الأمر كذلك لاشترطت الإمارات هذا من قبل، وجنَّبت نفسها واليمن كل ما مر من انفلات وعبث وصراع، ولم تعمل على تعطيل ما يسمى باتفاق الرياض طيلة عام، ولا تقل لي إن المملكة العربية السعودية مارست ضغوطًا على الإمارات أو طلبت منها التعاون في هذا الخصوص، فالجميع أصبح يعلم أن المملكة لم تعد صاحبة القرار فيما يتعلق بموضوع عدن وغير عدن من المناطق التي بسطت الإمارات سلطتها فيها.

سؤال آخر يأبى السكوت: لماذا اتّهام الشرعية لجماعة الحوثي كان سريعًا وواثقًا من نفسِه هذه المرة؟! رغم أننا والحكومة نعلم جيّدًا أن المعرقل الأكبر لرجوعها إلى عدن كان دولة الإمارات وهناك شواهد لا حصر لها تؤكد على استماتة هذه الدولة في عدم تمكين الشرعية من ممارسة عملها من الداخل وصلت إلى حد قصف جيش الشرعية على مشارف عدن.

 إذن كانت الإمارات والإمارات فقط هي المعرقل والمهيمن وصاحبة الكلمة العليا في عدن، وليس الحوثيين، رغم أن هؤلاء هم الخصم الأكثر فرحًا والأكبر فائدة من بقاء حكومة الشرعية في فنادق الرياض، فهم يتوهمون شرعيتهم في تخلي الشرعية عن أرضها وجمهورها، فلماذا اتجه الاتهام إليهم فورًا ولم يحتمل وجود متهم آخر؟!

 هل لأن هناك صلحًا أو تنازلًا أو بيعًا -سَمِّهِ ما شِئت- حدث بين الحكومة والإمارات جعلها تستبعد أن يكون الهجوم عليها هذه المرة إماراتيًّا؟!

في الأخير هل تستطيع هذه الحكومة غدًا أن تقوم بزيارة خاطفة إلى سقطرى لتدحض كل هذه الأوهام والأباطيل؟!

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية