كيف أصبحت صنعاء حاضرة إيرانية!؟

نظام الولي الفقيه في ايران هو النموذج المعاصر للخلافة الشيعية، تميز بسلوكه الماكر والمثابر  في بناء النفوذ الجيوسياسي في منطقتنا العربية واليمن احدى ساحاته النشطة الى حد ان صنعاء العاصمة التاريخية لليمن باتت حاضرة إيرانية.

استثمر النظام الإيراني العابر للحدود في بناء كتلة مليشياوية صلبة في اليمن على مدى عقود وعززها بدوائر من الأدوات الخشنة والناعمة العابرة للجهات والعقائد.

وصلت ايران الى صنعاء في عهد علي عبد الله صالح وبنت نفوذا لا يمكن تجاهله عبر ادواتها الناعمة، وأهمها "حركة الإحياء الزيدية" وواجهتها "الشباب المؤمن" و"شباب صنعاء"، والتي تحورت باتجاه أكثر تطرفا من الناحية العقائدية،  الى ما يعرف اليوم ب: انصار الله الاثني دعشرية.

كل شيء كان يجري تحت انظار علي عبد الله صالح وأجهزته الأمنية والعسكرية حيث اعتقد انه بالامكان اعادة تغيير طبيعة الاصطفافات المساندة لنظامه، خصوص ان السياسة الأمريكية كانت تدفع باتجاه التمكين للتيارات شبه الإسلامية كالصوفية والشيعة للعب دور سياسي واجتماعي وتصفية حسابات قديمة مع الحركة الإسلامية والسلفية على وجه الخصوص.

كان صالح ذكيا لكنه كان على كل حال يدفع ثمن حقده الأعمى وغرور السلطة  لذا أصبح محاطا بسلسلة من النفوذ السياسي والعسكري والأمني المتصل بإيران وجماعتها في صنعاء.

ومع ذلك ما من سلوك عجل بنهايته السياسية حتى بعد فقدانه السلطة من مغامرة استدعاء الحوثيين الى تصفية الحسابات مع  السلطة التي تسلمها نائبه المؤتمري الكارثي عبدربه منصور هادي  أي أن السلطة لم تذهب بعيدا عن المؤتمر الشعبي العام.

وزد على ذلك ان السعودية والامارات، رأت في الحوثيين الأداة المناسبة للإطاحة بالقوى السياسية التي تدعم سلطة هادي المؤتمرية.

فكان ان وصلت ايران الى صنعاء هذه المرة بقضها وقضيضها.

ولولا ذلك لما ارتسمت هذه الصورة المستفزة على واجهة صنعاء في المسجد الكبير والأفخم الذي خطط صالح لأن يكون مصلى جنازته وضريحه، وعلى بعد 200 متر من السفارة السعودية المغلقة.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية