اليمن الكبير|| المهرة بوابة اليمن الشرقية

في ظل تفشي كورونا..العمال الفلسطينيون بين قهر المحتل وتأمين لقمة العيش

بين الابتزاز والتهديد بحرمانهم من حقوقهم يعيش العمال الفلسطينيون في الداخل المحتل والمستوطنات، في صراع مع مشغليهم الإسرائيليين وظلمهم في لقمة عيشهم التي تسيطر على حياتهم وتجبرهم على العمل، في ظل تفشي وباء كورونا داخل مناطق الإحتلال، في ظل دعوات حكومية متزايدة بإلتزام بيوتهم.

يقول إبراهيم هلال أحد العمال من مدينة الخليل " قبل إنتشار فيروس كورونا كنت أعاني الويلات قبل أن أصل إلى مكان عملي في داخل الأراضي المحتلة حيث يلاحقنا أنا وإخواني العمال جنود الإحتلال الاسرائيلي ونعيش الرعب بكل تفاصيله عندما ندخل عبر فتحات الجدار الفاصل بين الأراضي الفلسطينية  والأراضي  التي يسيطر عليها الاحتلال،  أصبح العمل في داخل الأراضي المحتلة خطير خاصة بعد عزوف الكثير من الشباب عن العمل هناك، وجدنا بأن المشغِلين اليهود يبتزوننا ويضغطون علينا للبقاء لديهم والعمل معهم".

وأضاف هلال لـ"يني يمن" المشغِلون اليهود يتعمدون عدم إعطائنا أجورنا ومستحقاتنا المالية ويصرون على الإبقاء على أكثر من نصفها معهم كي نكون مضطرين للعودة مجددًا لديهم وخصوصًا بأننا لا نحمل أي تصريحات عمل رسمي وقانونية.

وكأحد أشكال الابتزاز والتهديد، لفت هلال إلى أن المشغلين قاموا بتهديدهم بإبلاغ شرطة الاحتلال الإسرائيلية عنهم؛ بحجة عدم امتلاكهم تصاريح عمل، تخويفًا باعتقالهم حال فكروا بترك العمل خلال هذه الفترة.

ولم يختلف حال العامل أبو وطن عن نظيره من مدينة نابلس حيث تلقى تهديدات رغم تصريح العمل الذي يملكه، وقال: لدي تصريح عمل منذ أربعة أعوام، وعندما أخبرت المشغل الإسرائيلي رغبتي بالتغيب عن العمل إلى حين انتهاء الفيروس وحالة الطوارئ، وجه إليّ تهديدًا بأنني سأفقد تصريح العمل إلى الأبد في حال أقدمت على ذلك.

وحذر المشغل الإسرائيلي العامل أبو وطن بحرمانه من كل حقوقه إذا ترك عمله خلال هذه الفترة، ولو اضطر الأمر لأن يدخل باستخدام وسائل التهريب المعروفة للعمال من خلال فتحات الجدار على امتداد مدن الضفة المحاذية له.

وأكد أبو وطن لـ"يني يمن" بأن إجراءات الوقاية والحماية معدومة بالنسبة لنا نحن العمال الفلسطينيون في المقابل يحرص أغلب العمال الإسرائيليين والمشغلين على ارتداء الكمامات والقفازات وحيازة أدوات التعقيم.

ويرى أبو وطن أنّ الاحتلال يتعامل مع العمال الفلسطينيين  كوسيلة للإبقاء على عجلة الاقتصاد الإسرائيلي، بغض النظر عن النتائج الكارثية التي يمكن أن تلحق بهم، مستشهدين بما حصل في مسلخ عطروت من إصابة العديد من العمال بفيروس كورونا.

ويطالب أبو وطن بإيجاد حلول جذرية تحول دون عودتهم إلى العمل مع الإسرائيليين، من خلال توفير فرص عمل كريمة لهم تضمن حصولهم على أجور تفي باحتياجاتهم وخصوصًا بان لديهم من الالتزامات التي لا يمكن أن يفوا بها في حال مكوثهم أو علمهم في الضفة الغربية.

وشهدت الأسابيع الأخيرة عدة أحداث تدلل على استهتار حكومة الاحتلال بالعمال الفلسطينيين، تمثلت بإلقاء العديد منهم على الحواجز ومفترقات الطرق بمجرد ظهور بعض أعراض المرض والاشتباه بإصابتهم بفيروس كورونا، في مشهد يدلل على انعدام الإنسانية لدى الاحتلال الإسرائيلي حكومة وأرباب عمل.

وأمام مشهد الطرق التي فتحت على مصراعيها، والسياج الذي بات مليئًا بالثغرات، وفي ظل سياسة الابتزاز التي ينتهجها اصحاب العمل في الاراضي المحتلة، يصارع العمال بين ظلم الاحتلال ومشغليه، ولقمة العيش، ودعوات التزام البيوت والحجر في ظل انتشار وباء كورونا.


       اليمن الكبير || عين اليمن "عدن"


أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا