الولايات المتحدة تنزع صفة "فلسطيني" عن أهالي القدس المحتلة
اتخذت الولايات المتحدة قراراً يقضي بنزع صفة "فلسطيني" عن أبناء مدينة القدس المحتلة.
واعتبر مراقبون قرار الإدارة الأمريكية "خطوة بالغة الخطورة لتصفية القضية الفلسطينية وتأتي في محاولة للالتفاف على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وتقويض إقامة دولة فلسطينية"، مؤكدين أنه يمثل "تحديا جديدا للفلسطينيين".
وتعليقاً على هذا القرار، قال النائب في المجلس التشريعي عن مدينة القدس أحمد عطوان، إنه "يأتي متساوقا مع ما يسمى (صفقة القرن)، ويأتي للتأكيد على ما قامت به الادارة الامريكية الان باعتبار ان القدس عاصمة للكيان الاسرائيلي".
وأضاف، في حديث خاص لـ "يني يمن"، أن "الأمريكيين يحاولون فرض كل الاجراءات التي تؤكد ذلك من خلال تشويه وتزوير التاريخ في مدينة القدس وفرض واقع جديد بحق الارض والمقدسات، والآن بحق السكان".
وتابع: "هذا يعتبر شيء خطير جدا بحق مدينة القدس، فإن نجح الاحتلال والادارة الامريكية المتساوقة معه فإن ذلك سيؤثر على القضية الفلسطينية بالمجمل وأن القادم أسوأ بحق الأرض والقضية الفلسطينية".
وطالب عطوان الجميع بتحمل المسؤولية التاريخية والتصدي لهذا القرار بكل الإمكانيات المتاحة "وما نملكه من مقدرات نستطيع من خلالها حسم المعركة مع العدو".
وطرأ تغير كبير في جوهر تقرير الإدارة الأمريكية السنوي لحقوق الانسان حول مدينة القدس هذا العام.
ولأول مرة يتم محو صفة "الفلسطيني" عن أبناء القدس واستبدال المسمى بـ "سكان غير اسرائيليين يعيشون في القدس".
ووفقاً لمراقبين، فإن هذا القرار "لم يكن مفاجئا"، حيث تكتب وزارة الخارجية الامريكية كل عام تقريرا سنويا يدرس حالة حقوق الانسان في جميع أنحاء العالم، ويحتوي على فصل كامل عن الوضع في الضفة المحتلة والقدس، وغالبا لا يكون منصفا للفلسطينيين.
وسبق وأن بينت التقارير المذكورة خلال السنوات الماضية انها لم تأت بجديد على صعيد سياسة الادارة الامريكية بدعمها اللامحدود للكيان الاسرائيلي، فقد شهدت تغيرات في التعريفات المتعلقة بالصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وقامت الادارة الامريكية قبل عامين بحذف مصطلح "الأراضي المحتلة" عن الضفة المحتلة، بالإضافة الى التغيير الذي طرأ العام الماضي في التقرير وهو إدانة لانتهاكات حقوق الانسان من السلطة الفلسطينية وحماس وليس الكيان الاسرائيلي فقط، ناهيك عن دعم الكيان الاسرائيلي اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وتكنولوجيا وجغرافيا الى جانب أمنها وتفوقها في الشرق الاوسط.
وعن النسخة الجديدة من التقرير هذا العام تم حذف وصف "الفلسطيني" عن ابناء القدس واستبدال ذلك بمسمى "سكان غير اسرائيليين يعيشون في القدس"، الامر الذي اثار غضب الفلسطينيين ورفضوه بشدة.
وأشارت صحيفة إسرائيلية ان التعريف الجديد يعكس الواقع في القدس كما هو لأنه لا توجد دولة فلسطين والسكان العرب في القدس ليسوا مواطنيها، حسب زعمها.
في حينه نُقل عن مسؤول في الإدارة الأمريكية قوله "يتوجب على الإدارة الأمريكية توصيف الواقع كما هو، ولا يمكنها الاعتماد على تعريف ذاتي لا أساس له في الواقع".
ووفق ادعائه فإن "التقرير يقرب المنطقة من السلام، لأنه ليس بالإمكان بناء السلام الا على اساس الحقيقة".




التعليقات