اليمن الكبير|| المهرة بوابة اليمن الشرقية

النازحون في اليمن .. قصص مؤلمة ومعاناة ليس لها حدود

في حالة صعبة ومعاناة مستمرة وآلام ليس لها حدود تعيش أسرة النازح وحيد أحمد محمد عبدالله في عشة تفتقر لأبسط مقومات الحياة، بمديرية صيرة بالعاصمة المؤقتة عدن.

تجسدت الآلام في صورة الزوجة لطيفة حسن على التي أصبحت المعيل الوحيد للأسرة بعد أن أصبح زوجها طريح الفراش بسبب المرض.

تستقبل لطيفة صباحها بكل همة وكفاح لتنطلق باحثة عن لقمة عيش تسد رمق جوع أطفالها التسعة متنقلةً بين الأرصفة وأبواب المطاعم علها تجد فتات تسد به أنين الأبناء، اذ تقول لطيفة معلقة على ذلك "أقف طويلا على أرصفت الشوارع وكذا أبواب المطاعم لألتقط ما تجود به عليا بعض المارة لنقتات منه طول اليوم".

تعاني لطيفة مرارة في العيش والنزوح منذ سنة كاملة بعد أن نزحت هي وأطفالها من محافظة تعز التي تشهد حرباً وأوضاعاً قاسية وتحديداً منطقة البعرارة التي كانت تسكن فيها وخرجت منها مرغمة بسبب الحرب الدائرة في المحافظة منذ خمس سنوات.

وصلت لطيفة مع أسرتها الى بيت أختها لكنها لم تستطع العيش إذ تتحدث بكلمات تسبقها الدموع: "البيت صغير والاسرة كبيرة لم تسعنا، كنا ننام أمام باب الحمام وهذا ما ضيقنا كثيرا واضطررنا للخروج والجلوس بالشارع".

لم يكن النزوح والمعاناة وحدها المسيطرة على لطيفة وأسرتها بل ما زالت تحمل هم زوجها الذي يعاني من تليّف في الكبد مما اضطره الرقود في المستشفى لأشهر  متتالية، بينما لطيفة تطرق أبواب فاعلين الخير لتجمع ثمن الدواء الباهض والذي لا تستطيع شراءه بشكل كامل. تقول بتنهيدة وجع وتعب ونظرات يأس "يعمل أحد أبنائي في خياطة الأحذية ويعمل الآخرون في مسح السيارات، وأنا أعمل في البيوت أحياناً وأجلس في الشوارع أيضا لعلنا نستطيع توفير الدواء الى جانب لقمة العيش لي ولأطفالي".

تسعه أطفال من بنات وبنين لم يلتحقوا بالمدرسة، حتى الاطفال الصغار أصبحوا في الشوارع يمدون أيديهم للآخرين، ليعودوا جميعا بعد نهار مليء بالتعب الى تلك  العشة في حوش مدرسة آبان بمديرية صيرة المكان المخفي عن أنظار الجميع ولا يستطيع أحد الوصول اليهم.

لطيفة وأسرتها ليست الا واحدة من بين عشرات ومئات الأسر التي تعاني من مرارة العيش والنزوح في ظل وضع صعب تعيشه بلادنا منذ خمس سنوات ولا يزال هناك العديد من الأسر المخفية عن أنظار المجتمع ولا أحد يستطيع الوصول اليهم.


       اليمن الكبير || عين اليمن "عدن"


أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا