محمد جميح يكتب : أقبل ولا تخف

جثى الدرويش بين يدي الراعية، قال: تهشمت زجاجة الروح

قلبي يشبه مكاناً أصابته "كارثة نووية"، أو مدينة قديمة نزل بها عقاب السماء.

قالت: لا تقف على أطلال القلب، كما كان يفعل العرب.

قال: ماذا أفعل؟

قالت: حدِّقْ في الخرائب.

قال: أرى النار تلتهم كل شيء من "خليج القلب" إلى "محيط الروح".

قالت: لا تتحطمُ القلوبُ إلا لحظة إخراج كنوزها من تحت أنقاضها.

قال: يا راعية القلب: جراحات روحي لا حدود لها.

قالت: لا تنس أنه من جراح الأرض تخرج الزهور.

قال: أتحدث عن خرائب قلبي، وجراحات روحي، وتتحدثين عن الحدائق والكنوز.

قالت: "تحت الخرائب، تكمن الكنوز".

أضافت: فتش بين خرائب قلبك عن كنوزه.

قال: أنت تظنين أن الشرَّ خير.

قالت: بل أوقن أن ما ترى أنه شر هو الخير.

تجرأ وقال: هذا كلام عقيم.

قالت: بل كلام عميق.

قال: تحاولين مواساتي.

قالت: بل أحاول ان أفتح عيون روحك.

قال: تفتحينها على الخراب.

قالت: بل على الله.

انتفض لسماع "الكلمة"، وقال في رهبة: أين هو؟

تبسمت وقالت: هذه لحظتك المناسبة لتجده...

اختفت الراعية فجأة، وراء الكثيب الأحمر.

صرخ الدرويش صرخة عظيمة: ياااااااااا رب: أين أنت؟

ومن بعيد...سمع هاتفاً يهتف: "أقبل ولا تخف إنك من الآمنين..."

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية