ارتفاع أسعار الملابس يصادر فرحة العيد في تعز (تقرير خاص)

في شارع التحرير الأعلى، أحد أكبر أسواق الملابس في تعز، يقف عبد الحليم المخلافي، مع أولاده الخمسة، أمام محل بيع الملابس حائرا، ومصدوما من ارتفاع الأسعار التي وقفت حائلا بينه وبين اقتناء ملابس لأولاده.

وتشهد أسعار الملابس ارتفاعا غير مسبوقا في أسواق مدينة تعز، الأمر الذي ضاعف معاناة مئات الأسر الفقيرة والنازحة، وجعلها تلجأ إلى محلات الحراج (محلات ملابس مستخدمة)، أو تكتفي بالملابس القديمة.

عيد بلا ملابس!

ونتيجة لهذا الارتفاع الكبير، يقول المخلافي إن القرار الوحيد الذي أصبح متاحاً أمامه وأمام المئات من الأسر التي تعيش وضعا اقتصاديا منهارا، هو العيد دون ملابس، متسائلا عن كيفية توفير قيمة الملابس في ظل هذا الارتفاع الجنوني، وانعدام الأعمال، وانسداد كل قنوات الدخل، خاصة لدى الأسر الكبيرة التي يتجاوز عدد أفرادها الـ10 أفراد.

وأضاف في تصريح لـ "يني يمن" قائلاً، "الأمر في غاية الصعوبة، نحن الآن خارجون من شهر رمضان، ورغم انقضاء الشهر لم نقم بتسديد مصاريفه التي استدناها، فكيف ومن أين سنأتي بقيمة ملابس العيد، في ظل هذا الارتفاع؟".

وعزا تجار محلات الملابس، الارتفاع الكبير في الأسعار الى تدهور العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، وعدم استقرار سعر الصرف، حيث وصل سعر الريال اليمني الواحد الى 555 دولارا، بعد أن كان ب215 ريالا قبل الانقلاب الحوثي.

وقال التاجر يحيى الدبعي، إن ارتفاع وتلاعب أسعار العملة المحلية أمام الدولار، تسبب بإحداث ارتفاع كبير في أسعار الملابس، وأصبحنا لا نستطيع التصرف، فالبضاعة ليست بالجودة المطلوبة، وأسعارها خيالية.

سعر أعلى وجودة أقل

وأضاف الدبعي في تصريح لـ "يني يمن" أن سعر البدلة ذات الجودة الأقل المكونة من بنطلون وشميز يترواح سعرها هذا العام ما بين 12 إلى 18  ألف ريال، بينما كان سعرها في السابق بـ 8  ألف إلى 12 ألف ريال، وجودتها أفضل.

وقال ان هذا الارتفاع عمل على إبطاء الحركة بشكل كبير، وتراجعت بسببه عملية البيع والشراء الى مستويات كبيرة، وأصبح أغلب الزبائن يعزفون عن الشراء، الأمر الذي عمل على تكدس البضاعة في الأسواق.

وأوضح أن العشرات من المتسوقين يدخلون مع أطفالهم، ويتجولون في معرضه الكائن في شارع التحرير، ثم يخرجون دون أن يشتروا شيئا بسبب صدمة الأسعار المرتفعة.

"العيد عيد العافية"

ومع موجة الارتفاع الكبيرة، عادت الى الواجهة العبارة التي تقول "العيد عيد العافية"، وتعني أن من يملك العافية سيكون له حظا من فرحة العيد، وليس بالضرورة أن يكون لدى الأسرة ملابس جديدة ولا لحوم ولا مكسرات ولا حلويات، وهي الأصناف المرتبطة بفرحة العيد لدى اليمنيين.

المواطن أحمد الدميني قال إن ارتفاع أسعار الملابس هذا العام منعه من اقتناء كسوة العيد لأطفاله، وغدا يشعر أن العيد أصبح شبحا يذكّره بعجزه وقلة حيلته، وبوضعه الاقتصادي السيء، ويتقطع قلبه كمدا حينما يرى الأسواق مكتظة بكل ما يجعل العيد عيدا، إلا أنه لا يستطيع شراء شيء لأطفاله.

ويضيف الدميني في تصريح لـ "يني يمن"، "لا امتلك حيلة لكني سأبذل كل ما في وسعي لشراء ملابس لمن لا يزالون تحت سن الثامنة، كونهم أطفالا، أما البقية فلهم الله، ولا يوجد أي حل، وبالكاد أستطيع توفير لهم لقمة العيش، فإشباع الجوع أهم من ارتداء الجديد".

أسواق الحراج ملاذ الفقراء

وتعد أسواق الملابس القديمة المعروفة بـ"الحراج"، ملاذاً للكثير من اليمنيين بعد عجزهم عن شراء الجديد، ورغم أنها أسواق تبيع ملابس قديمة ومستعملة، إلا أنها هذا العام أيضًا ارتفعت أسعارها بشكل نسبي، لأن معظمها وارد من خارج البلاد.

وتنتشر أسواق الحراج بشكل كبير في شوارع تعز، ويتزاحم عليها المواطنون، ورغم أن الشراء منها لا يكلف أموالا كثيرة لكنه يخلف الحسرة في قلوب الآباء على ما وصل إليه حالهم، بسبب الحرب التي تدخل عامها الخامس، دون أي أفق لنهايتها.

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية