الحوثيون يستعرضون القوة في الحديدة.. وترقب لاستئناف المعركة (تقرير خاص)

حشدت جماعة الحوثي المسلحة، يوم الجمعة، الآلاف من أنصارها في قلب مدينة الحديدة بمناسبة يوم القدس العالمي، لكن الجماعة لم تفوت المناسبة دون توجيه رسائل سياسية وعسكرية، من داخل المدينة التي أصبحت محط أنظار المجتمع الدولي ومحور الصراع في اليمن.

واستعرضت الجماعة في شارع صنعاء بالقرب من حديقة الشعب، قوتها العسكرية عبر عرض عسكري نفذه مئات المقاتلين في صفوف الجماعة، وعشرات الآليات العسكرية والدراجات النارية التي تستخدمها الجماعة، في القتال ضد القوات الحكومية، وتزامن الاستعراض العسكري مع مواجهات ومعارك شهدتها الأحياء الشرقية في مدينة الحديدة، والقرى الريفية التابعة لمديرية بيت الفقيه جنوب المدينة، بحسب مصادر عسكرية متطابقة.

وقالت "المصادر" إن مسلحي الحوثي المتمركزين في مزارع الحسينية بمديرية بيت الفقيه، استهدفوا خلال الساعات الماضية مزارع النخيل في وادي الجاح، بأكثر من 11 قذيفة صاروخية (كاتيوشا)، فضلا عن قصف بقذائف الهاون، لكن مدفعية القوات التي يقودها طارق صالح، تمكنت من تدمير راجمة صواريخ ومرابض مدفعية تابعة للجماعة.

وتحدثت مصادر في المقاومة اليمنية عن مقتل 9 أفارقة كانوا يعملون على حفر خنادق وأنفاق للحوثيين، في شارع التسعين بالقرب من بوابة ميناء الحديدة، شمال شرق المدينة، في حادث جديد لانفجار شبكة ألغام، وسبق أن قتل عشرات الأفارقة والحوثيين في حوادث مشابهة.

مديريتي حيس والتحيتا هي الأخرى كانت مسرحا لمواجهات عسكرية بين الحوثيين، وألوية العمالقة التابعة للجيش اليمني وأدت المواجهات لإصابة طفلة يمنية في مدينة التحيتا برصاص قناصة الحوثيين، وأكد مصدر طبي في مستشفى الخوخة الميداني إصابة الطفلة، ملاك عبده مسيب (6 سنوات)، بطلقة نارية اخترقت رأسها وهي تلعب أمام منزل أسرتها وسط مدينة التحيتا.

هذا التصعيد جاء بعد يوم واحد من لقاء جمع مهدي المشاط رئيس سلطة الحوثيين والقيادي محمد علي الحوثي، بالقيادات العسكرية للجماعة في الحديدة وأعضاء فريق إعادة الانتشار، وبحث اللقاء رفع الجاهزية للقوات البحرية التابعة للجماعة.

وأظهرت الصور التي نشرتها وسائل إعلام الجماعة رئيس فريق الحوثيين في لجنة إعادة الانتشار، علي حمود الموشكي، والقيادي منصور أحمد الصاعدي المكنى "أبوسجاد" المشرف العام للحوثيين على القوات البحرية، وأحد ممثلي الجماعة في لجنة إعادة الانتشار، بالإضافة لحضور "أبو جهاد" عبد الرزاق المؤيد، الذي عينته الجماعة قبل أشهر قائداً لما يعرف بقوات خفر السواحل، وهي القوة التي تسلمت الموانئ تحت إشراف الأمم المتحدة.

في المقابل نشر "طارق صالح" صورة على حسابه في تويتر تظهره برفقة عوض عارف الزوكا، وهما في إحدى المناطق الساحلية جنوب الحديدة، وتوقع مراقبون أن ينضم الزوكا مع مقاتلين جدد لمعركة الحديدة.

وتأتي هذه التحركات العسكرية بعد أسابيع من إعلان الأمم المتحدة انسحاب الحوثيين من الموانئ، وهو ما تعتبره الحكومة تواطئاً أممياً مع الحوثيين، فيما تسعى السعودية لحشد الموقف الدولي ضد الحوثيين وإيران، عبر ثلاث قمم سياسية داخل مكة خلال اليومين الماضية.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية