رمضان في تعز.. حضور للدولة وعودة النازحين وانتعاش الحركة والحياة

للعام الخامس على التوالي يحل شهر رمضان المبارك، على مدينة تعز، وهي لا تزال ترزح تحت الحصار الحوثي، إلا أنه ورغم ذلك، فالمدينة التي عرفت بالمقاومة، وتوصف بأيقونة الثورة والصمود، تشهد هذا العام انتعاشا كبيرا للحركة في شوارعها، وعودة للحياة في معظم أحيائها المحررة، وحضور للدولة وأجهزتها، خلافا عن الرمضانات الأربعة الماضية.

منذ الظهيرة، تبدأ الحركة في شوارع المدينة، ويتزامن معها انتشار الباعة المتجولين والمفرشين، الذين ينتشرون في كل الأزقة، يبيعون ما يلبي احتياجات مائدة الإفطار التعزية الرمضانية الشهية، ويعملون على جمع ما تيسر من المال لتيسير شؤون حياتهم.

عند دخولك إلى سوق المدينة المركزي، المزدحم بالباعة والمشترين، أول ما يقع نظرك على صحون كبيرة تباع فيها وجبة "اللحوح" وهي وجبة يمنية مشهورة، لا تخلو مائدة إفطار منها، وهي وجبة يتم مزجها مع الحقين وثمرة "الخوعة" التي تعطي وجبة "الشفوت" الرمضاني مذاقاً خاصاً، وهي الوجبة الرمضانية المفضلة لدى كل اليمنيين.

يكتظ السوق المركزي بالباعة، ولكل واحد منهم بضاعته المختلفة، فمنهم من يبيع الليمون الحامض، ومنهم الحقين البلدي وكذلك الكراث، والبصل الذي لا غنى عنه في صناعة السمبوسة، التي يتزاحم كثير من الأطفال لعرضها في صحون أكبر من حجمهم بغية الحصول على ما تيسر من نقود تعمل على سد احتياجاتهم، وهو ما يجعل السمبوسة بضاعة رائجة لمعدومي الدخل وتعمل على مساعدتهم في جلب الرزق والعيش دونما امتهان، في وضع بائس بسبب الحرب.

وتزامن رمضان هذا العام في تعز، بحضور للدولة وأجهزتها المختلفة، وتحسن كبير للأوضاع الأمنية التي كانت تعاني انفلاتا كبيرا، وكادت أيام رمضان الماضي لا تخلو من حوادث القتل، والاغتيالات، وغيرها من الحوادث المزعجة التي كانت تعج بها المدينة.

"تعز تعيش مرحلة التعافي..."

يقول المواطن إبراهيم الشرعبي، "إن رمضان في تعز هذا العام يختلف كليا عن الأعوام السابقة، فالحياة تعود باستمرار، والحركة في تزايد، والنازحون عادوا إلى منازلهم، تعز تعيش مرحلة التعافي، وبإذن الله يتم استكمال تحريرها قريبا، لكي تعود إليها كامل عافيتها".

وأضاف الشرعبي في تصريح لـ "يني يمن" "إنه ورغم الحصار الحوثي المفروض على المدينة، والأوضاع المادية الصعبة إلا أن الفرحة في تعز لم تموت، ولن نسمح لها بان تموت، نحن صامدون، ومقاومون، ونقولها بالفم المليان أن المدينة لن تركع للحوثي أو لغيره".

وأوضح أن من كان نازحا خارج المدينة عاد إليها بعد أن تواجد الأمن والاستقرار، "وصحيح أن الأمن ليس متواجد بنسبة 100 بالمائة إلا أن التحسن كبير، ونتمنى أن يعود الوضع إلى الأفضل، وطالما الجميع يعمل لأجل تعز ولأجل أمنها واستقرارها فكل الأخطاء والسلبيات سيتم حلها وتجاوزها".

استكمال التحرير

من جانبه قال عماد وليد، "إن رمضان في تعز هذا العام، مختلف بشكل كلي عن الأعوام السابقة، فالحياة تعود كل يوم أكبر من السابق، ورغم أن هناك تلاعب بالأسعار من قبل التجار، وهذا أمر يكدر الحياة، لكن الأهم بالأول والأخير، هو أن الحياة تعود".

وأضاف وليد في تصريح لـ "يني يمن"، "بعد أن كانت الكثير من المناطق مغلقة أصبحنا الآن نستطيع أن ندخل ونخرج في أي وقت وإلى أي مكان نريد، والأصل أنه وبعد تحقيق الأمن داخل المدينة، يجب الآن أن نرى ونسمع أخبار استكمال التحرير، وعودة الدولة بشكل كامل إلى تعز التي ضحت بكل غالي ونفيس".

مراقبة الأسعار

ومما يمتاز به رمضان هذا العام هو تواجد قيادات السلطة المحلية وعلى رأسها المحافظ نبيل شمسان داخل المدينة، وقيامه بزيارات ميدانية لعدد من مناطق المحافظة لتلمس احتياجات المواطنين والوقوف على معاناتهم، والاقتراب منها، وحلها.

ووجه المحافظ مكتب وزارة الصناعة والتجارة بتشكيل لجان ميدانية لمراقبة الأسعار والتنسيق مع الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية إزاء المخالفين، كما حث المحافظ التجار على عدم المغالاة في أسعار المواد الغذائية ومراعاة الأوضاع المعيشية الصعبة للمواطنين، مؤكدا أن هناك إجراءات لضبط أسعار المواد الغذائية واتخاذ عقوبات رادعة للمخالفين.

بدوره أكد وكيل أول المحافظة الدكتور عبد القوي المخلافي، أن السلطة المحلية لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يقوم به بعض التجار من استغلال للوضع وإضرار بالمواطنين من خلال تمرير بعض المواد التالفة التي تعرضت للتلف اما بسبب التخزين او اي عوامل اخرى، ويتم بيعها في الاسواق بقصد الكسب والربح وغير آبهين بالخطورة والضرر الذي قد يصيب المستهلك.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية