اليمن الكبير|| المهرة بوابة اليمن الشرقية

الحوثيون يكتمون مكبرات الصوت في صلاة التراويح ويفتحونها لبث محاضرة يومية لزعيمهم

للعام الرابع على التوالي يصدر الحوثيون في العاصمة صنعاء توجيهات إلى المساجد بكتم صوت مكبرات الصوت أثناء صلاة التراويح في رمضان، بمبررات أنها تزعج السكان وتشكل ضوضاء سمعية، في الوقت الذي يعدها الكثيرون عملية لتكريس الطائفية في فتوى فقهية شيعية تحرمها.

وخلال اليوميين الماضيين من شهر رمضان أجبر الحوثيون أئمة المساجد في صنعاء على كتم مكبرات الصوت أثناء صلاة التراويح ضمن عدد من الإجراءات التي عممتها سلطاتهم عبر وزارة الأوقاف التي يسيطرون عليها في صنعاء.

ويرى كثير من المواطنين ان إجراءات الحوثيين لا علاقة لها بمبرراتهم التي أعلنوها أنها تزعج الناس، ويعتبرونها إجراءات قمعية بحق الناس الذين عاشوا لسنوات طويلة على روحانية وطقوس رمضانية بأصوات المآذن والصلاة في المساجد والذي تشعرهم بالاطمئنان وتحيي جزء من ليالي شهر رمضان.

محاضرة زعيم الحوثيين

يقول المواطن عبد العزير الصلوي (55 عام) يسكن في العاصمة صنعاء "إذا كان الحوثيون يبررون كتم مكبرات الصوت أثناء صلاة التراويح بسبب أنها تزعج السكان، فلماذا يصرون على بث محاضرة يومية لزعيمهم عبر المكبرات ذاتها لمدة ساعة يومياً".

وتساءل في حديث لـ "يني يمن" كيف يمكن أن نفهم تبرير الحوثيين أن صلاة التراويح تزعجنا فيما محاضرة زعيمهم ليست مزعجة رغم أن الكثير من السكان لا يطيقون ما يقوله ويختلفون كلياً مع جماعته التي تسيطر على العاصمة بالقوة وكسلطة أمر واقع.

ويبث الحوثيون بشكل يومي محاضرة يومية لزعيمهم عبد الملك الحوثي لمدة ساعة كاملة، عبر مكبرات الصوت الخاصة بمساجد العاصمة صنعاء، نقلاً عن قنواتهم التلفزيونية، حيث يقدم ما أسموها "دروس رمضانية"، ويعمد الحوثيون على استخدام المساجد في إجبار المواطنين على سماعها، غير أن غالبيتهم لا يكترثون.

تكريس للمذهبية

لا يؤمن اتباع المذهب الشيعي الذي يعتنقه الحوثيون في اليمن بصلاة التراويح ويعتبرونها طقوساً لا تعنيهم وتخص أهل السنة من المسلمين، لذا يرون فيها خارجة عن تعاليم الدين ويحرمها المتطرفون من الشيعة، لذلك يريد الحوثيون فرض هذه الفتوى الفقهية المتطرفة على اليمنيين، لإضفاء لون مذهبي واحد.

لذا يعتبر الكثير من اليمنيين أن قرار الحوثيين بمنع مكبرات ليس له علاقة بالإزعاج، إنما عملية ممنهجة من قبل سلطات الأمر الواقع للحوثيين على فرض ممارسات طائفية على اليمنيين، بمبررات مستهلكة وسبق قرار الحوثيين عملية تهديدات واسعة لأئمة المساجد الذين لا يتبعونهم بالسجن والعقوبة إذا لم يلتزموا بالقرار.

ففي الوقت الذي يفرض الحوثيون ضجيج متواصل في المساجد يومياً سواء في شهر رمضان أو غيره، ومنذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء تبث المساجد دقائق تسبيح مسجلة في المساجد قبل أذان المغرب وما بين صلاتي المغرب والعشاء بشكل يومي خلال جميع الأشهر ما عدا رمضان.

وسبق أن مارس الحوثيون القمع بحق أئمة المساجد ومنعوا صلاة التراويح بشكل كلي في بعض المحافظات اليمنية، وحدثت مشادات وعراك كبير، إلا ان قرار المنع كلياً للصلاة (الغير معلن) لم يلقى أي استجابة من قبل المواطنين خلال السنوات الماضية من سيطرة الحوثيين.

منع روحانية رمضان

لا يرى كثير من الناس صوت مكبرات الصوت ازعاجاً لهم، حيث يعتقد كثير منهم أن صوت مكبرات الصوت بالقران أثناء الصلاة تضيف روحانية كبيرة لليل رمضان، حيث تشعر كثير من النساء في المنازل بروحانية الشهر الكريم أثناء مشاركة الرجال بالصلاة من خلال سماع مكبرات الصوت.

وتقول الأكاديمية في جامعة صنعاء سعاد السبع "إن منع صلاة التراويح عبر مكبرات الصوت في المساجد يحرم غالبية الناس من الاستمتاع بروحانية رمضان ولاسيما النساء في البيوت".

وخاطبت بمنشور على حسابها في "فيسبوك" الحوثيين بالقول "لن يضركم ذكر الله عبر الميكرفونات في رمضان بل سيفيدكم ويسعد الغالبية من الناس".  وأضافت، "التراويح عبر مكبرات الصوت علامة مميزة لروحانية رمضان في كل مسجد وفي كل بيت".


       اليمن الكبير || عين اليمن "عدن"


أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا