قنّاص ميليشيات الحوثي يحرم أطفال "هارون" فرحتهم بعودته بعد غياب
لم يكن في توقعات "هارون" عودته الى عدن بهذه السرعة فهو متعود على العودة بعدة أشهر قليلة يقضيها مع أولاده، لكنه عاد مكرها وفاقدا للوعد ومضرجا بالدماء، ليفيق من غيبوبته وهو مُلقى على سرير العناية بالمستشفى الجمهوري بمحافظة عدن يلتقط أنفاسه المصحوبة بحشرجات الوجع، لم يستطع أن ينطق بشيء، فقط يحدق في الفراغ ويحرك عينيه يمين ويسار ويحاول رفع يده بصعوبة ليكتب ما يود قوله.
هكذا شاءت الأقدار أن يستقبل شهر رمضان بحزن بالغ الأسى، يخيم على أبناء منطقة "حوامرة" التي لا زالت تعيش حرب وحصار من قبل ميليشيات الحوثي، القرية التي قدمت العديد من الشهداء والجرحى فداءً لهذا الوطن.
"هارون" أحد الضحايا في هذه الحرب، لم يكن هارون من رجال المقاومة ولا عسكري في الجيش ليتم استهدافه، وإنما مواطن بسيط لا زال في مقتبل العمر فهو لا يتجاوز سن 28 عاما يغترب للعمل بمحافظة عدن في أحد الأفران لتوفير لقمة العيش لأطفاله الثلاثة وزوجته في قرية "حوامرة" ولا يعود للقرية الا بعد ثلاثة أشهر وربما أربعة، وفي هذه الأيام عمل بجد ليعود للقرية مع مصاريف تكفل له العيش مع أطفاله وأسرته خلال شهر رمضان لكن للأسف قناص الغدر والإرهاب حرمه وحرم أطفاله وزوجته فرحة العودة لتُعيده الى مدينة عدن مجددا محملاً على الأكتاف، ليس كما كان في السابق.
"ففي يوم الإثنين الموافق 29/4/2019م الساعة 9 صباحا وأثناء عودة "هارون" و"حبيب" ابن خالتي من الوادي تم قنصهم، واستشهد "حبيب" وأصيب "هارون"، هكذا قال "هيمان أحمد" أخ الجريح "هارون" لـ "يني يمن" عند زيارتنا له في المستشفى.
لا يمر يوم في "حوامرة" دون أن تطال يد القناص الغادر برصاصاته إلى الأرواح القروية البريئة، هارون ما زال ينازع الموت ويقاسي الوجع في المستشفى الجمهوري بمحافظة عدن.
"هارون" أحد ضحايا الحرب الإجرامية على اليمن، وفي هذه القرية يختزن الوجع والمآسي، والحصار والقنص والتهجير الذي لا يستثني أطفالا ولا رجالاً، ولا نساء فقر وحرب وتهجير وتشريد. فهل يا ترى كل هذه المآسي والانتهاكات لا تصل الى الحكومات والمنظمات الدولية والمحلية في اليمن لتغيث هذه القرية؟!.




التعليقات