اليمن الكبير|| المهرة بوابة اليمن الشرقية

المهاجرون الأفارقة.. تدفق كبير ومخاوف صحية وأمنية تهدد العاصمة المؤقتة عدن (خاص)

يستمر توافد المهاجرين الأفارقة عبر سفن التهريب إلى شواطئ محافظة عدن، ثم بعد ذلك ينتشرون شرقاً قاطعين المسافات مشياً على الأقدام، فهم في ريعان شبابهم، تتراوح أعمارهم ما بين 21- 25 سنة، ولديهم الطاقة الكافية لتحمل وقطع المسافات الطويلة. ومما يثير التساؤل، أن المهاجرين قادمين من بلدان ليست فقيرة ولا أسوأ وضعاً من اليمن، الأمر الذي يدعو للخوف من وجود أهداف أخرى قد يسعون لتحقيقها، ولم تتضح بعد.

آلاف المهاجرين يقدمون عبر البحر

وعمدت السلطات المحلية في مختلف المديريات بالعاصمة المؤقتة عدن الى احتجاز آلاف من المهاجرين الأفارقة إثر تزايد أعدادهم على نحو لافت في عدن وباقي المحافظات المجاورة. فيما أفادت مصادر محلية بعدن، انتشار مئات من المهاجرين الأفارقة (الغير شرعيين) في الجولات، والمساجد، والأماكن العامة.

ويأتي انتشار المهاجرين الأفارقة في الأماكن العامة بعدن، عقب قدوم الآلاف منهم عبر البحر إلى مديرية المضاربة ورأس العارة الساحلية بمحافظة لحج، ومنها يتوجهون إلى محافظات عدن، ولحج، وأبين، ومحافظات أخرى.

وبحسب مصادر في السلطة المحلية بمديرية المنصورة، فإن آلاف الأفارقة تم احتجازهم من مختلف مديريات عدن، ومعظمهم من أقلية الاورومو الأثيوبية لأجل إعادتهم الى وطنهم عن طريق التنسيق مع المنظمات المعنية بالهجرة الدولية.

2680 مهاجر محتجز!

وأعلنت شرطة عدن أن عدد الأفارقة الغير شرعيين الذين وصلوا إلى مدينة عدن ودخلوها بشكل غير قانوني خلال الأيام القليلة الماضية تجاوز أربعة آلاف شخص. وقالت الشرطة إنها ستعمل جاهدة على التنسيق مع المنظمات الدولية لأجل ترحيلهم وإعادتهم إلى بلدانهم.

ووفقاً للإحصائيات الاخيرة في عدن، بلغ عدد المحتجزين من المهاجرين الأفارقة، 2680 محتجز، تتوزع على الشكل التالي؛ 700 شرطة الشيخ، 600 شرطة المنصورة، 430 شرطة القاهرة، 500 نقطة المجاري، 450 شرطة لحج. ولا تزال الشوارع والجولات والخطوط تكتظ بهم.

المخاوف الأمنية

وأعرب مراقبون وناشطون، في العاصمة المؤقتة عدن، عن سخطهم الكبير من غياب تحركات الحكومة الشرعية عن ظاهرة التدفق غير المشروع للأفارقة، وتأخرها عن القيام بواجبها، واتخاذ التدابير المناسبة لوقف هذا التدفق الكبير، والذي يعتبره الناشطون خطراً أمنياً بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى أخطار أخرى اجتماعية وصحية، تهدد العاصمة المؤقتة عدن.

وينتاب المراقبين والناشطين خوف من أن يكون هذا التدفق سببه ميليشيات الحوثي، تقوم بتجنيد واستخدام المهاجرين الأفارقة في جبهاتها ضد المحافظات المحررة والخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، كما هي تقوم في محافظة الحديدة بتجنيد الأفارقة في معسكرات خاصة، مقابل 100 دولار شهرياً.

أمراض معدية!

وأفاد نائب مدير شرطة الشيخ عثمان، النقيب "محمد صالح"، أن بعض من المهاجرين الأفارقة، الذين تم احتجازهم في مديرية الشيخ عثمان، تم نقلهم الى مستشفى الصداقة إثر اصابتهم بمرض الكوليرا، الأمر الذي ضاعف من مخاوف أن يصبح المهاجرون أداة نقل للمرض داخل المدينة، خاصة بعد أن تم تداول صور تظهر العشرات منهم في تجمعات بأرجاء مدينة عدن.

من جهته، قال مدير شرطة الممدارة صلاح شيخ الكوني لـ "يني يمن"، إنه تم اكتشاف سبع حالات مصابة بمرض الكوليرا، أثناء وصولهم إلى ملعب 22 مايو، تم نقلهم إلى مستشفى الصداقة والمستشفى الجمهوري ومستشفى 22 مايو، وتلقوا العلاج الصحي حتى استعادوا عافيتهم، وتم إعادتهم مرة أخرى إلى الملعب.

"لم نقصد اليمن في هجرتنا، ونريد الذهاب إلى السعودية..."

والتقى "يني يمن"، في ملعب 22 مايو، الذي يضم ألفي شخص من المهاجرين غير الشرعيين، المهاجر عبد الله محمد (20 عاماً)، يتكلم العربية بصعوبة، ويقول "أتينا من الحبشة مع مجموعة كبيرة من المهاجرين، سافرنا عبر السفن البحرية ولم نواجه أي صعوبة أو مشاكل في طريقنا أثناء وصولنا إلى شاطئ البحر، ركبنا على سيارة إلى مأرب ثم تنقلنا عبر المحافظات إلى أن وصلنا عدن، وتم القبض علينا".

ويضيف، "نحن خرجنا من بلادنا قبل شهر بحثا عن لقمة العيش، فأنا كنت أعمل مزارعاً بالحبشة، لم نقصد اليمن في هجرتنا نحن نريد الذهاب الى السعودية للعمل وجلب المال ولكن عبر المنافذ اليمنية."

موقف المنظمات الدولية

وفي تصريح لـ "يني يمن"، قالت "أوليفيا هيبن"، الناطق الرسمي للمنظمة الدولية للهجرة، "نتواجد هنا لأننا نتعامل مع وضع إنساني، ونوفر الماء والغذاء والخدمات الصحية لأكثر من ألفين شخص، وفي هذا المجمع أو الملعب الغير مجهز أصلاً لهذا الوضع".

وأضافت هيبن، "تدخلنا لأننا منسقين الرد في تشكيلة "الأمم المتحدة" مع شركائنا مثل اليونيسف وأنترسوس، ويقوم الصليب الأحمر بدعمنا من خلال الماء، ولولا تدخلنا بتوفير حمامات والخدمات الصحية لانتشرت الأمراض بشكل أكبر".

وتابعت، "نحن واحدة من أكبر المنظمات التي تتعامل مع قضية المهاجر الاقتصادي، والتي لابد أن تتعامل باحترام، لكن هذا الوضع لم نقابله من قبل وهو ليس بجديد، فالمهاجرون يأتون يوميا ويصلون بالمئات، لكنها المرة الأولى التي يتم فيها احتجازهم".

مشيرة إلى جهود المنظمة في تقديم مشاريع تدعم النازحين في كافة مناطق اليمن، وحرصها على صحة النازحين، بالإضافة إلى مشاريع أخرى.

والمساعدات التي قدمتها منظمة الهجرة الدولية للمهاجرين الأفارقة المحتجزين في ملعب 22 مايو بعدن، تتمثل في؛ توفير الاحتياجات الأساسية من الغذاء والمياه وخدمات الصرف الصحي والرعاية الطبية، إعادة تأهيل دورات المياه في جزء من المجمع الرياضي وتركيب مراحيض طارئة بالإضافة إلى أماكن مخصصة لتنظيف اليدين، نقل 24 ألف لتر من المياه إلى المجمع الرياضي وتقديم الصابون والمواد الأخرى لمساعدة النساء خصيصاً بالإضافة إلى تزويدهن بفرش للنوم، معالجة المرضى وتقديم 500 استشارة طبية منذ الإثنين المنصرم، وتنفيذ حملات نظافة لتنظيف أي نفايات خلفها المهاجرون بالإضافة إلى جمع شظايا الزجاج والقطع المعدنية في المجمع الرياضي المتضرر.

موقف الحكومة

وأوضح، صلاح شيخ الكوني، مدير شرطة الممدارة بمديرية دار سعد، أن شرطة المديرية تعمل تحت إشراف نائب وزير الداخلية أحمد الميسري، مؤكداً إيلاء الدولة كل الاهتمام لعمل حلول عاجلة "وليست مكتوفة الأيدي كما يروج البعض"، لافتاً أنها "تعمل جاهدة لمعالجة القضية بإعادة هؤلاء المهاجرين إلى بلدانهم.

وأعرب الكوني عن انزعاج الحكومة من توافد المهاجرين، "خاصة وأن البلاد ما زالت في وضع حرب"، مشيراً إلى أنها تقوم بتجميعهم من الشوارع وإحضارهم إلى الملعب تجنباً لحدوث أي أضرار، وتعمل إلى جانب المنظمات الدولية من خلال توفير الماء والغذاء للمهاجرين.

وقال الكوني، إنه تم سؤال المهاجرين عن سبب قدومهم إلى اليمن، مشيراً إلى تكرارهم جملة "إننا قدمنا من أجل لقمة العيش" وعدم تطرقهم إلى شيء آخر، وأكد حرص شرطة المديرية على التعامل معهم بشكل إنساني، دون ممارسة أي ضغط.

وأضاف، "وصل الينا أكثر من أربعة آلاف مهاجر، منهم 300 مسيحي و65 امرأة، وبعدما تم الإفراج عنهم من ملعب المنصورة وفرارهم تم جمعهم في ملعب 22 مايو، وقمنا بفصل المسيحيين عن المسلمين بسبب الاشتباكات التي كانت تحدث بينهم"، لافتاً إلى أنه لم يتم ضمهم الى مخيمات اللاجئين، لأجل تنظيم أمر ترحيلهم وإعادتهم الى مناطقهم.


       اليمن الكبير || عين اليمن "عدن"


أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا