أعلنت شرطة محافظة تعز، أن عدد القتلى والجرحى الذين سقطوا بسبب الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها المدينة القديمة، مع العناصر الخارجة عن القانون، بلغ 115 قتيلا وجريحا، نصفهم مدنيون.

وقال مدير إدارة التوجيه المعنوي والعلاقات العامة بشرطة تعز، العقيد أحمد الأهدل في مؤتمر صحفي، إن عدد العسكريين الذين سقطوا خلال المواجهات بلغ 64 عسكريا بينهم 6 قتلى، فيما سقط 6 مواطنين، وأصيب 45 أخرون، بينهم نساء وأطفال.

وخلال المؤتمر الصحفي قال مدير أمن المحافظة العميد منصور الأكحلي، إن الاتفاق الأخير الذي نتج عنه خروج المسلحين من أفراد الكتيبة الخامسة للواء 35 مدرع (كتيبة أبو العباس)، من الأحياء السكنية في المدينة القديمة وانتقالها إلى مسرح عملياتها في منطقة الكدحة غرب المحافظة، جاء نتيجة للتوجيهات السابقة التي أصدرها محافظ المحافظة رئيس اللجنة الأمنية نبيل شمسان، وسبق أن تم الاتفاق عليها.

وأكد الاكحلي أنه لم يتم تسليم المطلوبين أمنيا الذين حددتهم إدارة الشرطة، وطالبت بتسليمهم عبر مذكرات رسمية، مشددا في ذات الوقت بأن الأجهزة الأمنية ما تزال تطالب بتسليمهم، لإحالتهم للجهات القضائية، مؤكدا أن المؤسسة الأمنية مستمرة في أداء مهامها وتحمل مسؤولياتها في تأمين جميع المناطق السكنية في المحافظة.

مشيرا الى أن الاجهزة على أهبة الاستعداد لمواجهة كل من يخل بالأمن في المحافظة ويحاول زعزعة أمنها واستقرارها، وشدد الأكحلي على أن التضحيات والنجاح الذي تم تحقيقه لن يذهب سدى، وأن الوضع تحت المراقبة المستمرة، ولن نسمح أن تتكرر الأخطاء التي حصلت خلال الحملات السابقة.

وعن وضع الأفراد المنتمين لكتائب ابو العباس، غير المطلوبين للأمن، والذين لا يزالون بالمدينة القديمة، أكد مدير الأمن أنه أصدر توجيهات صارمة بعدم التعرض لهم، ومالم يصدر من هؤلاء الأفراد أي خطر، فلهم كل الحماية، لأنهم بالنهاية مواطنون، والمواطن حقوقه مكفولة، وكرامته من كرامة الوطن وتعز.

وقال إن اشتراط كتائب أبو العباس على عدم مداهمة أي منزل بالمدينة القديمة مقابل الخروج، أن ذلك الشرط هو تحصيل حاصل، وهو ناتج عن تخوف من أي انتهاكات قد تحصل، وبكل تأكيد أي منزل يشتبه فيه هناك إجراءات قانونية للتعامل مع ذلك.

وردا على سؤال "يني يمن" حول احتمالية خروج عناصر مطلوبة مع القوات التي غادرت، أكد الاكحلي بان هناك معلومات مؤكدة بأن هناك عناصر مطلوبة خرجت، وسنحرر مذكرات لتسليمهم للأمن، مشيرا الى الشرطة لديها ملف ومذكرات بعثتها الى الكتائب بالمطلوبين أمنيا، وأحد هؤلاء المطلوبين كان ولا يزال مرافق شخصي مع (ابو العباس).

وقال خلال المؤتمر أن أحد المتهمين باغتيال موظف الصليب الأحمر حنا لحود، لا يزال مع اللواء 35 مدرع وهو جندي باللواء.

وكشف عن تمكن الشرطة من القبض على شخص يحمل الجنسية الجزائرية، وليس لديه جواز سفر، ولا إقامة، واعترف أنه كان يعمل على القاء محاضرات لهؤلاء الأفراد، ولا يزال التحقيق جاري لمعرفة كامل التفاصيل.

وحول حملات التحريض والتشويه التي تشن ضد الأمن، قال الأكحلي إن الكثير من الصحفيين والناشطين استغلوا أجواء الحرية بطريقة خاطئة، وفي الوقت الذي نشجع فيه نحن حرية الرأي والتعبير، نؤكد أننا لن نسمح باستغلال هذه الحرية بشكل خاطئ وسنستخدم الطرق القانونية لمحاسبة كل من يستهدف ويحرض على المؤسسات الأمنية والعسكرية.

ونفى العميد الأكحلي صلته بأي صفحة في مواقع التواصل الاجتماعي وأن أي صفحة أو موقع يحمل اسمه لا يمت له بصلة، داعيا جميع الإعلاميين والمهتمين بالوضع الأمني الالتزام باستقاء الأخبار والمعلومات من المصادر الرسمية.

ووجه رسالة للمواطنين وخاصة أبناء وسكان المدينة القديمة، أن الأجهزة الأمنية ستبذل قصارى جهدها وكل طاقتها من أجل حماية المواطنين وممتلكاتهم فيها وفي بقية المناطق، ولن تسمح بحدوث أي انتهاكات او مداهمات.

وسلمت شرطة تعز أمس الأحد مجمع هائل سعيد التعليمي، الذي كانت تتخذه كتائب ابو العباس مقرا لها وسط المدينة القديمة إلى مكتب التربية والتعليم بالمحافظة.

وأكد الاكحلي على اهمية عودة الدراسة بالمجمع الذي يعتبر من أهم المراكز التعليمية في المدينة، مشيرا الى أن عودة الدراسة تمثل رسالة للعالم بأن تعز هي مدينة الثقافة وعاصمة السلام.

وعبر نائب مدير مكتب التربية بالمحافظة فؤاد الشرعبي عن شكره للأجهزة الأمنية وجهودها في اعادة الحياة للمدينة القديمة واعادة تطبيع الاوضاع فيها، والاسهام في إعادة تفعيل المدارس.

وقال في تصريح لـ "يني يمن" إن أعمال الترميم ستبدأ خلال الأيام القادمة، وسيعمل مكتب التربية على إعادة المجمع للجاهزية وجعله مركزا امتحانياً لطلاب الصف الثالث الثانوي هذا العام.

"يني يمن" دخل الى مبنى المجمع الذي كان مقرا لكتائب ابو العباس، ورصد صورا لأسلحة ومعامل متفجرات كانت تستخدمها كتائب ابو العباس.

وتظهر الصور العشرات من قاذفات الصواريخ الحرارية والقذائف، ومواد متفجرة من بينها مادة تي ان تي، ومعامل متفجرات، ومواد ذات صلة.