عبدالرحمن الراشد: مستقبل «الانتقالي» يمر عبر الشرعية لا السلاح.. والهجوم على حضرموت مقامرة خطيرة
قال الكاتب والإعلامي السعودي عبد الرحمن الراشد، المدير العام السابق لقناة «العربية»، إن الخيار الأمثل والوحيد أمام المجلس الانتقالي الجنوبي يتمثل في العمل من داخل مجلس القيادة الرئاسي وضمن أطره الشرعية، مؤكداً أن أي محاولة لفرض مشروع الانفصال بالقوة العسكرية ستقود إلى نتائج عكسية وخطيرة.
وفي مقال له بصحيفة «الشرق الأوسط» بعنوان «الانتقالي فتح عشّ الانفصاليين»، انتقد الراشد تحركات المجلس الانتقالي الأخيرة، متسائلاً عن جدوى توجيه ميليشياته نحو محافظة حضرموت، التي تفوق محافظة الضالع بنحو 48 مرة من حيث المساحة، محذراً من التبعات السياسية والأمنية لمثل هذه المغامرات.
وأوضح الراشد أن مشروع إعادة إحياء دولة الجنوب لا يمكن أن ينجح إلا بتوافر شرطين أساسيين؛ أولهما القبول اليمني الواسع عبر طرح سياسي جامع يعالج مخاوف بقية القوى، بما فيها الجنوبية، وثانيهما نيل التأييد السعودي، مشدداً على أن غياب هذين الشرطين سيجعل المشروع عرضة للفشل.
وأكد أن استمرار المجلس الانتقالي في النهج العسكري قد يؤدي إلى تقويض فكرة “الرابطة الجنوبية” نفسها، مشيراً إلى أن تكرار الأزمات قد يدفع أطرافاً داخل الانتقالي إلى اعتبار قيادته هي العقبة الحقيقية، لا فكرة الانفصال بحد ذاتها.
واعتبر الراشد أن التحرك العسكري الأخير لم يحقق مكاسب فعلية، بقدر ما فجر خلافات جديدة مع قوى جنوبية، وعلى رأسها القوى الحضرمية، محذراً من أن توسيع دائرة الصراع يعزز المخاوف من تحول الانتقالي إلى مشروع مشابه للحوثيين، يشكل تهديداً لليمن وجيرانه.
وختم الراشد بالتأكيد على أن الطريق إلى أي مشروع سياسي لا يمر عبر المدرعات، بل عبر التوافق، والعمل ضمن الإطار الشرعي، وإقناع الداخل والخارج ببرنامج واضح يحظى بإجماع المحافظات الجنوبية، وليس فرض الأمر الواقع بالقوة.
اليمن الكبير || عين اليمن "عدن"




التعليقات