اليمن الكبير|| المهرة بوابة اليمن الشرقية

دراسة تكشف ابعاد ومخاطر الاستحداثات العسكرية في الجزر اليمنية وارتداداتها الداخلية
كشفت ورقة بحثية صادرة عن مركز المخا للدراسات الإستراتيجية عن أبعاد استراتيجية وراء الأنشطة المتسارعة لبناء المطارات وتطوير التنمية في مناطق الساحل الغربي لليمن، مؤكدة أنها تمثل سلوكًا ممنهجًا يهدف إلى ترسيخ مكانة طارق صالح في المشهد السياسي من خلال خلق التفاف شعبي حوله.

الدراسة، التي تحمل عنوان "الاستحداثات العسكرية في المدن والجزر اليمنية بالبحر الأحمر: ارتداداتها المحلية والمخاوف الإقليمية"، أشارت إلى أن هذا البناء المتزامن يأتي على النقيض تماماً من استراتيجية "عزل تعز" وإضعاف سلطاتها وقواتها العسكرية والأمنية.

وبحسب الورقة، فإن هذا التمهيد يهدف إلى احتواء تعز بالكامل من قِبل قوات "المقاومة الوطنية" التابعة لطارق صالح، مستغلاً في ذلك افتعال التوترات واستثمار الإخفاقات الأمنية في المحافظة.

وأوضحت الدراسة أن استكمال بناء مطار المخا والتطور الخدمي اللاحق قد نجح بالفعل في لفت أنظار المواطنين إلى نشاط طارق صالح القيادي، مما أوجد مقارنة إيجابية بينه وبين باقي أعضاء المجلس الرئاسي الذين يواجهون انتقادات بسبب جمودهم وغيابهم خارج البلاد.

وفي سياق متصل، ترى الدراسة أن هذا التطور في الساحل يمثل نقطة قوة داعمة للمشروع الانفصالي للمجلس الانتقالي الجنوبي، حيث تضاعف المرافق العسكرية والإستراتيجية المستحدثة من هذه القوة وتوظفها لفرض الإرادة الانفصالية.

وأثارت "عسكرة الجزر" قلقاً إقليمياً من أن تجر المنطقة إلى مزيد من الهشاشة الأمنية واختلال التوازنات الجيوسياسية، حيث تجسد هذا القلق في تصريحات الرئيس الإرتري أسياس أفورقي خلال زيارته للقاهرة في نوفمبر 2025، حيث أعرب عن تخوفه من "العسكرة الأجنبية للبحر الأحمر" بوصفها مدخلاً للفوضى وتعطيل جهود التعاون الأمني بين الدول المشاطئة.

وسلطت الدراسة الضوء على دور الإمارات في اختيار هذه المواقع الحيوية لتموضع قوات المجلس الانتقالي (بقيادة عيدروس الزبيدي) والمقاومة الوطنية (بقيادة طارق صالح)، مما مكّنهما من السيطرة الكاملة على حزمة من القيم الجيوسياسية.

ولفتت الدراسة إلى أن الأجندات السياسية المحلية لهذه التشكيلات المهيمنة تتقاطع مع مصالح قوى إقليمية ودولية. إذ أشارت إلى إمكانية استفادة الولايات المتحدة وإسرائيل من هذه المطارات والجزر في جهود اعتراض تهديدات إيران وحلفائها الحوثيين، وذلك بالنظر إلى سعي إسرائيل للحصول على موطئ قدم في جنوب البحر الأحمر.

وأضافت أن هذا التصور يصبح أكثر واقعية في ظل "أي مزاد سياسي مستقبلي"، مذكرة بتصريح سابق للزبيدي أبدى فيه استعداده للتطبيع الكامل مع إسرائيل حال انفصال الجنوب.

وخلصت الدراسة إلى أن سلسلة الاستحداثات العسكرية تجلت عن نوايا عسكرية وجيوسياسية متزامنة، داخلية وخارجية، تتقاسمها الكيانات المحلية مع مموليها وأصدقائها الإقليميين والدوليين.


       اليمن الكبير || عين اليمن "عدن"


أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا