غادر رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، الجمعة 5 ديسمبر 2025، العاصمة المؤقتة عدن متوجهًا إلى الرياض، مؤكداً رفضه لأي إجراءات أحادية من شأنها منازعة الحكومة والسلطات المحلية في صلاحياتها الحصرية أو الإضرار بالأمن والاستقرار وتعميق المعاناة الإنسانية.

وأوضح العليمي، في تصريحات نقلتها وكالة "سبأ" الرسمية، أن زيارته تأتي لإجراء مشاورات مع الشركاء الإقليميين والدوليين حول تطورات الأوضاع، خصوصًا في المحافظات الشرقية، في ظل تسارع الأحداث وتغيرات ميدانية واسعة.

وأكد العليمي أن الدولة وحدها هي المسؤولة عن حماية مؤسساتها الوطنية وصون مصالح المواطنين والحفاظ على وحدة القرار السيادي، مجددًا التزام مجلس القيادة والحكومة بنهج الشراكة الوطنية واستكمال مهام المرحلة الانتقالية وفق إعلان نقل السلطة واتفاق الرياض.

وشدد على أن معركة استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء انقلاب ميليشيات الحوثي الإرهابية وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية ستظل في صدارة أولويات الشرعية، محذرًا من الانشغال بصراع جانبي يخدم المشروع الإيراني ويضاعف معاناة اليمنيين.

وفي السياق، أشاد العليمي بجهود المملكة العربية السعودية التي قادت إلى اتفاق التهدئة الأخير في حضرموت، مؤكدًا أهمية الالتزام ببنوده والتسريع في إعادة الأوضاع إلى طبيعتها وتمكين أبناء المحافظة من إدارة شؤونهم المحلية.

كما وجّه بتشكيل لجنة تحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني التي طالت المواطنين والممتلكات العامة والخاصة في حضرموت، مع التشديد على جبر الضرر ومحاسبة المتورطين.

انتهاكات واسعة بعد سيطرة الانتقالي على سيئون

وتأتي تصريحات العليمي بعد تقارير محلية أكدت أن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي فرضت سيطرتها على مدينة سيئون ومطارها الدولي عقب انسحاب قوات المنطقة العسكرية الأولى.

وتقول شهادات مدنية وعسكرية إن المناطق التي تغيّر فيها ميزان القوة شهدت سلسلة انتهاكات شملت:

• اقتحام منازل مدنية وتفتيشها بالقوة

• نهب ممتلكات خاصة وعامة

• اعتقالات تعسفية بحق ضباط وجنود من الجيش الوطني

• الاستيلاء على معدات ومقتنيات تابعة لمؤسسات مدنية وحزبية

وأشار شهود عيان إلى استمرار الانتهاكات بشكل خاص في مديريات الوادي والصحراء، مع تزايد البلاغات عن عمليات نهب طالت مواطنين من أبناء سيئون وآخرين من مناطق شمالية.

وفي أحد المواقف التي تعكس حجم العبث، أطلق مواطن في سيئون نداءً إنسانيًا بعد تعرّض مستودعه قرب صالة الزين للنهب من قِبل مجموعة أشخاص، مطالبًا باستعادة ممتلكاته التي سُرقت دون وجه حق.