بينما حصل البيت السني على 77 مقعدا ...نتائج انتخابات العراق تُشعل صراع "البيت الشيعي"
يعيش العراق مرحلة سياسية شديدة التعقيد، تتداخل فيها الانقسامات الداخلية مع الضغوط الخارجية، وذلك عقب الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات التي جرت في 11 نوفمبر الجاري، والتي أعادت رسم موازين القوى داخل البرلمان.
انقسام شيعي يعطّل تسمية رئيس الوزراء
أظهرت النتائج تقدّم الإطار التنسيقي داخل البيت الشيعي بحصوله على 187 مقعداً، ما يجعله نظرياً الكتلة الأكبر المكلفة دستورياً بتسمية رئيس الوزراء.
لكن داخلياً، يشهد الإطار خلافات حادة سببها صعود ائتلاف الإعمار والتنمية بزعامة رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، الذي حصل على 46 مقعداً، في ظل رفض أطراف شيعية عديدة تجديد ولايته، وعلى رأسهم رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي (28 مقعداً).
هذه الانقسامات تُبقي منصب رئيس الحكومة معلقاً، وتفتح الباب أمام خيارات متعددة:
-
مرشح تسوية يمتلك مقعداً أو مقعدين، كما حدث مع حيدر العبادي سابقاً.
-
شخصية مستقلة لم تشارك في الانتخابات، على غرار عادل عبد المهدي ومصطفى الكاظمي.
-
أو دخول العراق مجدداً في انسداد سياسي طويل قد يستمر لأشهر كما حصل في الدورة السابقة.
البيوت السنيّة والكردية: مقاعد واضحة.. لكن بدون حسم
حصل البيت السني على 77 مقعداً، بينما جاء البيت الكردي ثالثاً بـ 56 مقعداً.
وبينما المناصب التقليدية لهذه المكونات معروفة — رئاسة البرلمان للسنة، ورئاسة الجمهورية للأكراد — تبقى كل المناصب السيادية معلقة بانتظار حسم البيت الشيعي مرشحه لرئاسة الحكومة.
الضغوط الأميركية: شروط مسبقة لرئيس الوزراء القادم
تزداد الأزمة تعقيداً بفعل الضغوط الأميركية المباشرة، إذ وضعت واشنطن شروطاً يجب على أي رئيس وزراء قادم الالتزام بها، أبرزها:
-
سحب السلاح المنفلت
-
إنهاء نفوذ المليشيات الموالية لدولة خارجية
-
حلّ الحشد الشعبي أو دمجه الكامل داخل مؤسسات الدولة
-
التعامل مع شخصيات معاقبة أميركياً حصلت على أكثر من 30 مقعداً
وتثار تساؤلات حساسة داخل بغداد حول ما إذا كانت واشنطن:
-
ستؤجل الاعتراف بالحكومة الجديدة إن ضمّت وزراء معاقبين؟
-
أم ستضغط لإقصائهم من المشهد السياسي؟
-
أم أن أطرافاً إقليمية ستدعم بقاءهم داخل الحكومة رغم الاعتراض الأميركي؟
وتشير التسريبات إلى احتمال تغيير فريق عمل المبعوث الأميركي مارك سافايا بإضافة شخصيات ذات خبرة سياسية، في ظل افتقاره للتجربة الدبلوماسية.
البيت الشيعي يكلّف مفاوضاً رسمياً
أكدت مصادر سياسية أن البيت الشيعي سمّى بالفعل شخصية سياسية للتفاوض مع المبعوث الأميركي بشأن مستقبل الحكومة.
خلاصة المشهد
بين شدّ داخلي داخل البيت الشيعي، وضغط خارجي تقوده واشنطن، يبدو أن الطريق نحو تشكيل الحكومة المقبلة طويل ومفتوح على كل الاحتمالات، وقد يتكرر سيناريو الانسداد السياسي الذي دام عاماً كاملاً قبل تكليف السوداني.
الكلمات الدلالية:
العراق, الانتخابات العراقية, الإطار التنسيقي, محمد شياع السوداني, الضغوط الأمريكية




التعليقات