اليمن الكبير|| المهرة بوابة اليمن الشرقية

صراع داخل العائلة الحوثية.. عبد الملك يدبر مؤامرة لإقصاء ابن المؤسس وتوريث الحكم لابنه "جبريل" بإشراف إيراني

في الوقت الذي يرزح فيه الشعب اليمني تحت وطأة الفقر والجوع والحرب، تتكشف من داخل أروقة مليشيا الحوثي الانقلابية صراعات خفية ودموية على الزعامة، بين جناحين يتنازعان النفوذ والشرعية داخل العائلة الحوثية نفسها.

وبحسب مصادر مقربة من صنع القرار داخل الجماعة، فإن زعيم المليشيا عبد الملك الحوثي يدبر مؤامرة محكمة لإزاحة منافسه الأبرز علي حسين الحوثي، نجل مؤسس الجماعة حسين بدر الدين الحوثي، في خطوة تهدف إلى توريث القيادة لابنه جبريل، الذي يجري إعداده سرًا ليكون "الوريث المقدس" وفق النموذج الإيراني.

وريث مغتصب.. صراع الدم داخل البيت الحوثي

يُعتبر علي حسين الحوثي الوريث الطبيعي لوالده مؤسس الجماعة، غير أن عمه عبد الملك، الذي استولى على الزعامة بعد مقتل المؤسس عام 2004، استغل صغر سن علي حينها ليُقصيه تمامًا.
اليوم، وبعد مرور عقدين من الزمن، يسعى عبد الملك إلى منع أي محاولة لاستعادة الحق الوراثي لعائلة المؤسس، عبر تهيئة ابنه جبريل لقيادة الجماعة، وتحويلها إلى ملكية عائلية مغلقة تدين بالولاء لطهران.

وصفة إيرانية لترسيخ الحكم.. صناعة "القائد المقدس"

تقول مصادر مقربة من الجماعة إن الحرس الثوري الإيراني قدم للقيادة الحوثية وصفة جاهزة لتأمين الزعامة العائلية، تعتمد على ما تسميه طهران بـ"عقيدة القداسة والانعزال"، وهي فكرة تقوم على إبعاد الزعيم عن الناس تمامًا لإضفاء هالة من الغموض والرهبة حوله.

وتُستخدم هذه الآلية في اتجاهين متوازيين:

  • تمكين الوريث: بإخفاء "جبريل الحوثي" عن الأنظار كليًا، ليُقدَّم لاحقًا باعتباره "القائد المنتظر" الذي سيظهر في الوقت المناسب.

  • تصفية المنافسين: عبر دفع الخصوم للواجهة الإعلامية والسياسية، وتعريضهم للاحتكاك بالناس والانخراط في الملفات الأمنية القذرة، ما يؤدي إلى "إحراق صورتهم" وإسقاطهم تدريجيًا.

ظهور علي الحوثي.. خطوة على طريق التصفية

الظهور الأخير لعلي حسين الحوثي وهو يلقي بيان وزارة الداخلية لم يكن، بحسب مصادر مطلعة، تكليفًا بريئًا أو ترقية حقيقية، بل خطوة مدروسة لإغراقه في ملف أمني ملغوم يربطه بانتهاكات حقوقية وتصفية خصوم داخلية.
بهذا الشكل، تسعى قيادة الجماعة إلى تدمير مكانته الرمزية والدينية تمهيدًا لإزاحته عن أي موقع مؤثر داخل بنية السلطة الحوثية.

جبريل الحوثي.. الشبح القادم

في المقابل، يواصل عبد الملك الحوثي إخفاء ابنه جبريل عن الأنظار تمامًا، فلا صور له، ولا تسجيلات، ولا ظهور علني، في تكرار واضح لتقنيات النظام الإيراني في صناعة زعيم ديني مقدس، يتم تقديمه لاحقًا كرمز مخلّص، فوق النقد والمساءلة.

خاتمة: اليمن رهينة حكم عائلي مدعوم من طهران

في نهاية المطاف، يعكس هذا الصراع الدموي داخل العائلة الحوثية الطبيعة الحقيقية للمليشيا، التي لا تمثل مشروعًا وطنيًا بقدر ما هي شبكة سلطة عائلية تدين بالولاء لإيران وتسعى لتوريث الحكم عبر المؤامرات والتصفيات الداخلية.
وبينما تتنازع الأجنحة الحوثية على "العرش"، يبقى الشعب اليمني الضحية الأكبر، يعيش المآسي تحت وطأة الحروب الداخلية، التي تُدار من خلف الستار بتخطيط إيراني وتنفيذ حوثي.



       اليمن الكبير || عين اليمن "عدن"


أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا