أثارت ميليشيا الحوثي موجة جدل واسعة في الأوساط الدينية والاجتماعية باليمن، عقب إصدارها نسخة جديدة من المصحف الشريف في مناطق سيطرتها، تتضمن لأول مرة مقدّمة تزعم أن ما يُعرف داخل الجماعة بـ«علم الهدى» هو الجهة الوحيدة المخوّلة بفهم وتفسير القرآن الكريم.

ووفق مصادر محلية، فقد أدرجت الجماعة في طبعتها الجديدة مصطلح «فقيه القرآن» في إشارة إلى بدر الدين الحوثي، والد زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي، والذي تعتبره الجماعة مرجعها الديني الأول، إلى جانب إطلاق ألقاب «رفيق القرآن» و«قرين القرآن» على مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي.

وأكدت المصادر أن الحوثيين شرعوا في سحب النسخ السابقة من المصحف من الأسواق والمساجد، ومنع تداولها، فيما أقدمت على إحراق كميات كبيرة داخل السجن المركزي بصنعاء، وسط محاولات من بعض الجهات الحفاظ على عدد محدود من النسخ القديمة بعيدًا عن الإتلاف.

ويأتي هذا التطور في إطار ما يصفه مراقبون بمحاولة الجماعة فرض وصاية دينية مطلقة على المجتمع اليمني، واحتكار تفسير النص القرآني بما يخدم مشروعها العقائدي والسياسي، الأمر الذي يمثل تصعيدًا خطيرًا يهدد الهوية الدينية والوحدة الفكرية للمجتمع.

ودعا ناشطون وعلماء دين إلى التحرك لمواجهة هذا التلاعب بالنصوص المقدسة، مؤكدين أن القرآن الكريم كتابٌ للأمة الإسلامية جمعاء وليس ملكًا لجماعة أو تيار، محذرين من خطورة توظيف المقدسات لخدمة الأيديولوجيا الطائفية.