شنّت اليوم القوات الإسرائيلية غارات جوية مكثفة على مناطق في جنوب لبنان وسهل البقاع، في هجوم وصفته مصادر بأنه من أقوى الضربات الإسرائيلية التي طالت الأراضي اللبنانية منذ الحرب الأخيرة مع حزب الله.

ووردت تقارير بأن الضربات استهدفت بنى تحتية مرتبطة بحزب الله، من بينها مستودعات تحت الأرض، ومواقع تخزين الأسلحة، ومعدات هندسية تُستخدم لإعادة بناء قدرات الجماعة، إضافة إلى مواقع يُزعم أنها “تُدار تحت غطاء مدني”.

وأعلنت إسرائيل أن أحد الأهداف كان موقعًا لبنية تحتية لحزب الله في جنوب لبنان والبقاع، مؤكدة أن الضربات جاءت ردًا على محاولات الجماعة إعادة بناء شبكاتها التخريبية التي دُمّرت خلال النزاع. كما استهدف الجيش الإسرائيلي منظمة بيئية تُسمّى "Greens Without Borders"، التي أعلن أنها تستخدمها الجماعة لتمويه أنشطتها.

وبحسب وزارة الصحة اللبنانية، أسفر الهجوم عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة سبعة آخرين في بلدتي “بنفول وأنصار” بقرى الجنوب، كما تضررت بعض المباني السكنية والمدارس جراء الانفجارات العنيفة التي ارتعشت لها الأرض حتى في مسافات بعيدة من مناطق القصف.

وقالت مصادر لبنانية إن الانفجارات كانت ضخمة وسمعت من مدن بعيدة، ما أدّى إلى حالة رعب في صفوف السكان، حيث هزّت المنازل والطرق، وأحدثت ذعرًا كبيرًا لدى المدنيين.

ورغم وجود وقفِ إطلاق نار طارئ بين إسرائيل وحزب الله بعد الحرب الأخيرة، إلا أن التصعيد في الجنوب يُعدّ خرقًا خطيرًا لهذا التهدئة، ويُهدّد بعودة المواجهات إلى الواجهة، حسب مراقبين.

وقد وصف بعض المراقبين هذه الضربة بأنها اختراق استخباراتي هائل يدل على أن إسرائيل استطاعت تحديد مواقع استراتيجية لحزب الله والعمل على ضربها بشكل دقيق، مما قد يُحدث خللاً في القدرات التكتيكية للميليشيا اللبنانية.