تصدّر مقتل رئيس الأركان في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليًا، محمد عبدالكريم الغماري، اهتمامات الصحف الأمريكية والبريطانية، التي اعتبرت العملية الإسرائيلية ضربةً قاصمة للقيادة العسكرية للجماعة المدعومة من إيران.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن مقتل الغماري يُعد "الضربة الأخطر حتى الآن" في سلسلة الاغتيالات التي استهدفت قادة الحوثيين، مشيرةً إلى أنه كان "الخبير العسكري الأبرز والقائد العملياتي الأعلى للجماعة"، والمسؤول عن تنسيق العمليات البرية والبحرية والصاروخية ضد التحالف والهدف الإسرائيلي.

وأضافت الصحيفة أن الغماري كان من أبرز رموز القوة داخل بنية الحوثيين العسكرية، وأن خسارته تُحدث فراغًا قياديًا استراتيجيًا أكبر من أي عملية سابقة، لافتةً إلى أن الغارة الإسرائيلية في أغسطس الماضي التي استهدفته في صنعاء جاءت بعد تطور ملحوظ في القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية تجاه اليمن.

من جانبها، وصفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية مقتل الغماري بأنه "أعلى رتبة تُقتل في الصراع مع إسرائيل"، معتبرةً أن العملية تمثل أقوى اختراق استخباراتي إسرائيلي داخل بنية الجماعة منذ عشر سنوات. ونقلت عن الخبير اليمني محمد الباشا، مؤسس مركز "باشا ريبورت" في واشنطن، قوله إن العملية تُظهر أن "الأمن الداخلي للحوثيين بدأ يتكشف ببطء أمام المخابرات الإسرائيلية"، مشيرًا إلى أن الغماري كان يتمتع بمستوى عالٍ من السرية والحماية الشخصية.

أما صحيفة نيويورك تايمز، فرأت أن مقتل الغماري يمثل ضربة رمزية كبيرة للجماعة، لكنها استبعدت أن يؤثر ذلك على قدراتها القتالية، موضحةً أن الحوثيين "يعملون عبر جهاز عسكري لا مركزي، يعتمد على حرب العصابات والخلايا الصغيرة".

وعقب إعلان الوفاة، أعلنت الجماعة تعيين اللواء يوسف المداني رئيسًا جديدًا لهيئة الأركان العامة بوزارة الدفاع التابعة لها. والمداني يُعد من أبرز القادة الميدانيين في الحركة، ويقود المنطقة العسكرية الخامسة المطلة على البحر الأحمر، كما أدرجته وزارة الخزانة الأمريكية ضمن قوائم الإرهاب لدوره في تصعيد الحرب باليمن.

وترى الصحف الغربية أن مقتل الغماري، بالتزامن مع وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس ضمن خطة ترامب للسلام في غزة، قد يدفع الحوثيين إلى ردود انتقامية وتصعيد جديد في المنطقة، رغم الآمال بتهدئة الصراع.