الإفراج عن "أخطر قادة القسام".. محمود عيسى يعود إلى الساحة بعد 30 عامًا في سجون إسرائيل
شهدت صفقة تبادل الأسرى الأخيرة بين حركة حماس وإسرائيل الإفراج عن محمود عيسى الملقب بـ"أبو البراء"، الذي يُعد أحد أخطر القادة العسكريين في كتائب القسام ومؤسس أول نواة مسلحة لها في مدينة القدس.
ويُصنَّف عيسى ضمن القيادات المؤسسة للذراع العسكري لحركة حماس، ويُعتبر من أبرز الشخصيات المرتبطة بـ"كتائب القسام" منذ انطلاقتها في الأراضي الفلسطينية.
وعقب الإفراج عنه، وجّه عيسى تحية إلى سكان قطاع غزة، معبّرًا عن تقديره لقادة المقاومة ومقاتليها، مؤكدًا أن "غزة ستبقى وتنهض لتحيي الركام"، واصفًا صمودها بأنه "دروس عزة للأمة".
وُلد محمود عيسى في 21 مايو 1968 ببلدة عناتا شمال شرق القدس، ودرس الفقه وأصوله في كلية الشريعة بجامعة أبو ديس. قبل اعتقاله، عمل في المجال الإعلامي وتولى إدارة مكتب صحيفة "صوت الحق والحرية" في القدس.
انضم عيسى إلى حركة حماس في مراحلها الأولى، وكان من أوائل مؤسسي "كتائب القسام" في القدس. وأسّس خلية عسكرية أطلق عليها اسم "الوحدة الخاصة 101"، تخصصت في عمليات أسر جنود إسرائيليين بهدف تبادلهم بالأسرى الفلسطينيين.
وفي ديسمبر 1992، قاد عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي نسيم توليدانو للمطالبة بالإفراج عن الشيخ أحمد ياسين، إلا أن الجندي قُتل بعد فشل الصفقة، ما دفع الاحتلال إلى ملاحقة عيسى واعتقاله في يونيو 1993 بعد أشهر من المطاردة.
أصدرت المحاكم الإسرائيلية بحقه ثلاثة أحكام بالسجن المؤبد إضافة إلى عقوبات أخرى، ليصبح من أصحاب أطول الأحكام في تاريخ السجون الإسرائيلية. وعلى الرغم من إدراجه في مفاوضات تبادل سابقة، رفضت إسرائيل الإفراج عنه في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011 بسبب ما وصفته بـ"خطورته الأمنية العالية".
وبعد أكثر من ثلاثة عقود خلف القضبان، تم الإفراج عن محمود عيسى ضمن صفقة "طوفان الأحرار 3"، التي شملت عدداً من الأسرى البارزين.
التعليقات