تقرير: ما الذي جناه وقف إطلاق النار في غزة على إيران؟
قال تقرير لوكالة أسوشيتد برس إن إيران تجد نفسها في واحدة من أضعف لحظاتها منذ الثورة الإسلامية عام 1979، بينما تستقبل منطقة الشرق الأوسط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بارتياح واسع.
وأوضح التقرير أن طهران، التي طالما قدّمت نفسها كزعيمة لـ"محور المقاومة"، تواجه اليوم انهيارًا في شبكة تحالفاتها وتراجعًا حادًا في قدرتها على التأثير والردع، بعد سلسلة من الضربات الإسرائيلية التي طالت قادة من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، إلى جانب شخصيات بارزة في البرنامج النووي الإيراني.
وأضافت الوكالة أن الحرب الأخيرة على غزة كشفت هشاشة المحور الإيراني الذي دعمته طهران لعقود، مشيرة إلى أن الضربات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل العشرات وتعطيل قدرة إيران على الرد.
وبينما يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجولة شرق أوسطية من المتوقع أن تحظى بإشادة من إسرائيل ودول عربية، يجد النظام الإيراني نفسه – بحسب التقرير – غائبًا عن المشهد الإقليمي ومنهكًا من تبعات الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يومًا، وسط انقسام داخلي بين خيارَي التصعيد أو الانكفاء لإعادة بناء الاقتصاد المتعثر.
ونقل التقرير عن علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، قوله إن "هذه لحظة غير مشرفة لإيران، فمحورها في حالة يرثى لها، لكن هذا لا يعني أنه انتهى بالكامل".
وأشار إلى أن وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية تحاول تصوير وقف إطلاق النار في غزة على أنه "انتصار لحماس"، رغم حجم الكارثة الإنسانية التي خلفتها الحرب، والتي أدت إلى مقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني نصفهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في غزة.
وأضاف التقرير أن تصريحات مسؤولين إيرانيين، بينهم وزير الخارجية عباس عراقجي ومستشار المرشد الأعلى علي أكبر ولايتي، عكست تناقضًا في الخطاب الرسمي بين الترحيب بوقف إطلاق النار والتلميح إلى احتمال تجدد الصراع عبر أذرع طهران في لبنان واليمن والعراق.
كما أشار إلى أن مظاهر الضعف الإيراني باتت واضحة، حيث لم يظهر المرشد الأعلى علي خامنئي علنًا منذ انتهاء الحرب، وألغت طهران عرضها العسكري السنوي دون تفسير، فيما تحدثت تقارير عن تدمير جزء من منظومات الدفاع الجوي الإيرانية خلال يونيو/حزيران.
ونقل التقرير عن المحلل السياسي سعيد ليلاز قوله إن "إيران لم تعد تملك الموارد، واقتصادها ضعيف، وكان دعمها لحماس رد فعل على مساعي واشنطن لتحويل الصراعات بعيدًا عن حدودها".
وأوضح أن إيران تواجه اليوم تراجعًا في دعم حلفائها الدوليين، إذ لم تقدم الصين ولا روسيا أي دعم حقيقي رغم استفادتهما من النفط والطائرات المسيرة الإيرانية، بينما تتصاعد داخليًا احتجاجات نسائية ضد الحجاب الإجباري وارتفاع معدلات الإعدام إلى مستويات غير مسبوقة.
ونقل التقرير عن الباحث علي فتح الله نجاد أن وقف إطلاق النار في غزة "يعكس تراجع نفوذ طهران بعد انهيار محور المقاومة الذي كان ركيزة قوتها منذ عام 2024"، متوقعًا أن "يُستغل هذا الهدوء لتوجيه القدرات الإسرائيلية نحو مصالح إيران في لبنان أو داخل أراضيها".
وختمت الوكالة تقريرها بالقول إن النظام الإيراني يقف أمام مفترق طرق حقيقي: إما أن يختار التهدئة وإعادة بناء الداخل، أو يغامر بتصعيد جديد قد يمتد هذه المرة إلى داخل حدوده.
يمن شباب نت
يمن شباب نت
اليمن الكبير || عين اليمن "عدن"
التعليقات