أطلق محمد علي الحوثي، عضو المجلس السياسي الأعلى التابع لميليشيات الحوثي، تهديدات مباشرة تجاه المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، محذرًا من "عواقب وخيمة" في حال انخراطهما في أي تحالف عسكري جديد ضد الجماعة، ومؤكدًا أن "الاستسلام أكثر كلفة من المواجهة"، في إشارة إلى استعداد جماعته لخوض جولة جديدة من التصعيد العسكري.

وفي مقابلة مطوّلة بثتها قناة "المسيرة" مساء الأربعاء، قال الحوثي إن جماعته باتت تمتلك قدرات هجومية متطورة وصواريخ دقيقة يمكنها ضرب أهداف "داخل أي دولة"، مضيفًا أن ما تملكه الجماعة اليوم من تقنيات يتجاوز بكثير ما كان بحوزتها في السنوات الأولى من الحرب.

وجاءت تصريحاته ردًا على دعوة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لتشكيل تحالف دولي جديد لمواجهة الحوثيين. واعتبر الحوثي أن أي تورط عسكري جديد من قبل الرياض وأبوظبي يخدم "الأجندة الإسرائيلية"، داعيًا الطرفين إلى "أخذ العبرة من واشنطن" التي قال إنها أوقفت عملياتها العسكرية في اليمن.

وربط الحوثي أي تصعيد محتمل بما وصفه بـ"الانتقام من دعم الجماعة لغزة"، متوعدًا بأن الرد سيكون "بعنفوان وقوة وعزيمة"، في إشارة إلى أن ميليشياته تعتبر موقفها من الحرب على غزة مبررًا لأي هجمات على دول الجوار.

وفي الشأن الداخلي، هاجم الحوثي القوات الحكومية المعترف بها دوليًا، متهمًا إياها بالارتهان للأموال والولاءات الخارجية، ومشككًا في جديتها بالقتال "تحت راية أمريكا وإسرائيل" إلا إذا كان ذلك "يزيد من أرصدتها البنكية"، على حد وصفه.

كما سخر من القوى المحلية المناهضة للجماعة، معتبرًا أنها "تفتقر إلى مشروع وطني حقيقي"، وأن محاولاتها استغلال اللحظة السياسية الراهنة "لن تُجدي"، مؤكدًا أن "كروتها احترقت".

وفي ختام حديثه، قلل الحوثي من تأثير الاغتيالات التي طالت قيادات سياسية وعسكرية من جماعته خلال الأشهر الأخيرة، وقال إن الجماعة تمتلك "بدائل تنظيمية جاهزة"، مضيفًا:

“نحن قلنا منذ اليوم الأول… أن يكون هناك نائب ونائب النائب ونائب لنائب النائب إلى النهاية”،
مؤكدًا أن عقيدتهم العسكرية والسياسية تقوم على مبدأ أن "الاستسلام أكثر كلفة من المواجهة"، وهو الشعار الذي يبرر استمرار الحرب ورفض أي تسوية سياسية شاملة.