السجن المؤبد لقاتل الناشطة الأمريكية اليمنية بشرى الماوري.. "العدالة أخيرًا قالت كلمتها"
أصدرت محكمة مقاطعة وين بولاية ميشيغان الأمريكية حكمًا بالسجن من 75 عامًا إلى المؤبد بحق المتهم أمير باترسون (31 عامًا)، المعروف بلقب "حاصد الأرواح في روج"، بعد إدانته بقتل الناشطة الإنسانية الأمريكية من أصل يمني بشرى الماوري (36 عامًا)، في جريمة هزّت الرأي العام الأمريكي والجالية اليمنية في المهجر.
جريمة هزّت الضمير الأمريكي
تعود تفاصيل الجريمة إلى الأول من يونيو/حزيران 2023، حين أقدم باترسون على إطلاق النار بشكل عشوائي أمام منزل صديقته السابقة في مدينة ويستلاند بضواحي ديترويت، مما أدى إلى إصابة رجل يبلغ من العمر 32 عامًا ووفاة بشرى الماوري التي كانت تزور زميلًا في المكان. ونُقلت الضحية إلى المستشفى حيث فارقت الحياة متأثرة بجراحها.
وأفاد تقرير الادعاء العام أن الماوري كانت تحاول الفرار من موقع إطلاق النار عندما أصيبت برصاصتين في الظهر، فيما وصفها شهود بأنها "كانت آخر من يفكر في نفسه، وأول من يندفع لمساعدة الآخرين".
سجل إجرامي أسود
كشفت التحقيقات أن الجاني أمير باترسون يمتلك سجلًا حافلًا بالعنف، إذ سبق أن أُدين بتهمة القتل غير العمد عام 2016، وأُفرج عنه بشروط قبل أن يرتكب جريمة القتل الجديدة. وخلال جلسة المحاكمة، أكد المدعي العام أن المتهم "يمثل خطرًا دائمًا على المجتمع، ولا يُظهر أي ندم أو مسؤولية عن أفعاله"، واصفًا إياه بـ"المجرم المتكرر الذي لا يتعلم من أخطائه".
مشهد مؤثر داخل المحكمة
وخلال جلسة النطق بالحكم، شهدت قاعة المحكمة توترًا شديدًا حين رمى أحد أفراد أسرة الضحية زجاجة ماء باتجاه الجاني تعبيرًا عن الغضب. ورد القاضي بشدة، مؤكدًا أن "القانون سيأخذ مجراه دون انفعال"، قبل أن ينطق بأحد أقسى الأحكام الممكنة في القانون الأمريكي، معتبرًا أن الحكم "رسالة واضحة ضد العنف المسلح وضد إفلات القتلة من العقاب".
من هي بشرى الماوري؟
الراحلة بشرى الماوري وُصفت بأنها رمز إنساني استثنائي، إذ كرّست حياتها للعمل التطوعي والإغاثي، وأسست منظمة "يد بيد اليمن" (Hand in Hand for Yemen) التي ساهمت في تقديم المساعدات الغذائية والطبية للأطفال المتضررين من الحرب في اليمن.
وذكرتها وسائل إعلام أمريكية بأنها "امرأة نذرت نفسها لمساعدة الآخرين، ودُفنت وهي تحمل نفس الرسالة التي عاشت لأجلها".
رسالة العدالة والمغزى الإنساني
يرى مراقبون أن الحكم القاسي ضد باترسون يعكس تحولًا في تشدد القضاء الأمريكي تجاه جرائم العنف المسلح، التي أصبحت أزمة وطنية في الولايات المتحدة، مشيرين إلى أن قضية الماوري أعادت تسليط الضوء على التحديات التي تواجه النساء العاملات في العمل الإنساني والمجتمعات المهاجرة.
وفي ختام الجلسة، قال القاضي في كلمته الختامية:
"بشرى الماوري رحلت، لكن رسالتها في خدمة الإنسان لن تموت. العدالة تأخرت، لكنها جاءت."
التعليقات