تقرير دولي: الإمارات تبني شبكة قواعد عسكرية واستخباراتية تمتد من سقطرى إلى القرن الأفريقي بالتنسيق مع إسرائيل
كشف تقرير نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني أن الإمارات العربية المتحدة أنشأت، خلال السنوات الأخيرة، شبكة واسعة من القواعد العسكرية والاستخباراتية تمتد من جزر سقطرى اليمنية في المحيط الهندي وصولاً إلى سواحل الصومال واليمن، وذلك في إطار طموحات إقليمية متنامية وتعاون استراتيجي متزايد مع إسرائيل.
ووفق التقرير، الذي أعده الباحث أوسكار ريكي، فقد تصاعد نشاط هذه القواعد بعد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 والحرب التي تلتها في غزة، حيث عززت أبوظبي حضورها العسكري في واحد من أكثر الممرات البحرية ازدحاماً وحساسية في العالم.
وأشار التقرير إلى أن ضباطاً إسرائيليين يتواجدون فعلياً في بعض الجزر اليمنية، وأن أنظمة رادار إسرائيلية متطورة تساعد الإمارات في مراقبة أنشطة الحوثيين وإحباط هجماتهم. كما كشف عن منصة استخباراتية مشتركة تُعرف باسم "كرة الكريستال" لتبادل المعلومات الأمنية والعسكرية بين الطرفين.
ونقل الموقع عن دبلوماسيين إسرائيليين سابقين أن العلاقات الأمنية بين أبوظبي وتل أبيب كانت "عميقة وهادئة" حتى قبل اتفاقيات إبراهيم عام 2020، لكنها اليوم أصبحت علنية ومؤسسية.
وبحسب صور الأقمار الصناعية، امتدت القواعد الإماراتية إلى:
- جزيرتي عبد الكوري وسمحة ضمن أرخبيل سقطرى، حيث بُنيت مدارج للطائرات ومنشآت عسكرية.
- جزيرة ميون (بريم) في مضيق باب المندب، بمدرج قادر على استقبال طائرات نقل ثقيلة وطائرات مسيرة.
- المخا على الساحل الغربي لليمن.
- بوصاصو وبربرة في الصومال وأرض الصومال، حيث أُنشئت موانئ ومطارات عسكرية حديثة.
ووفق التقرير، فإن هذه القواعد تمكّن الإمارات وحلفاءها من إحكام السيطرة على البحر الأحمر وخليج عدن وربطها بشبكات دفاع صاروخي واستخباري إقليمي.
وأوضح التحقيق أن بعض القواعد، مثل بوصاصو وبربرة، استُخدمت لدعم قوات الدعم السريع السودانية في حربها المستمرة منذ 2023، حيث رُصدت طائرات نقل عسكرية تنقل أسلحة وذخائر من الإمارات عبر هذه الموانئ.

كما أشار إلى أن الإمارات وسّعت نفوذها العسكري في مناطق تعاني من هشاشة سياسية وأمنية، مثل ليبيا والسودان وتشاد وأفريقيا الوسطى، مستفيدة من ثروتها المالية الضخمة لتشكيل نفوذ يشبه ما فعلته "شركة الهند الشرقية" البريطانية في الهند.
واعتبر محللون أن مشروع أبوظبي يعكس رؤية محمد بن زايد لبسط النفوذ الإماراتي على جانبي البحر الأحمر والقرن الأفريقي، تحت شعارات "مكافحة الإرهاب والتطرف" وردع إيران، لكنه في الواقع يمنح الإمارات نفوذاً غير مسبوق في ممرات التجارة والطاقة العالمية.
ويختتم التقرير بالقول إن هذه الشبكة العسكرية والاستخباراتية باتت "الدليل الأوضح على الطموح الهائل لدولة صغيرة تسعى لتكريس حضورها كقوة إقليمية كبرى".
اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”
التعليقات