خيمت أجواء من الحزن العميق على محافظة إب، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، عقب فاجعة إنسانية مروّعة راح ضحيتها خمسة أطفال من أسرة واحدة، جراء اختناقهم بغاز أول أكسيد الكربون المنبعث من عادم سيارة.

وبحسب مصادر محلية، بدأت المأساة عندما توقف المواطن صلاح عبدالله ضبعان بسيارته وسط مجرى سيل في وادي المشقر بمديرية المخادر. ومع إغلاق النوافذ وعدم وجود تهوية كافية، تسرب غاز أول أكسيد الكربون القاتل إلى داخل المركبة، ليحوّلها إلى "مصيدة موت" لأطفاله.

وأوضحت المصادر أن سبعة أطفال، جميعهم دون سن الثانية عشرة، تعرضوا للاختناق داخل السيارة، حيث فارق طفل وطفلة الحياة فور وصولهما إلى المستشفى، فيما أُدخل خمسة آخرون إلى العناية المركزة بحالة حرجة. لكن سرعان ما لحقت ثلاثة منهم بشقيقيهم بعد يومين، ليرتفع عدد الضحايا إلى خمسة أطفال من العائلة نفسها.

الحادثة المؤلمة سلّطت الضوء مجددًا على خطورة غاز أول أكسيد الكربون الذي يوصف بـ"القاتل الصامت"، كونه عديم اللون والرائحة، ويؤدي إلى الوفاة دون إنذار مسبق.

وتكررت في السنوات الأخيرة حوادث مماثلة في إب وعدة محافظات أخرى، في ظل غياب الوعي المجتمعي وغياب أي حملات توعوية أو إجراءات وقائية من الجهات المختصة.

ودعا ناشطون وأهالي المحافظة إلى إطلاق حملات توعية عاجلة بخطورة هذا الغاز القاتل، مع التأكيد على ضرورة فتح النوافذ وضمان التهوية الجيدة أثناء استخدام المركبات أو المدافئ في الأماكن المغلقة، لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث التي تحصد أرواح الأبرياء بصمت.