حدث يلخص المشهد في السودان ..محراب يتحول إلى مقبرة.. مجزرة مروعة تهز الفاشر تحت حصار الطائرات المسيّرة
في واحدة من أبشع المآسي الإنسانية التي شهدتها مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، اضطر الأهالي إلى دفن عشرات القتلى داخل ساحة مسجد حي الدرجة الأولى، بعد أن استهدفته طائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع فجر الجمعة أثناء صلاة الفجر، في جريمة وصفتها منظمات حقوقية بأنها "انتهاك مزدوج للحرمات".
تفاصيل المأساة
-
وزارة الصحة بشمال دارفور أعلنت أن 65 شخصًا قُتلوا على الأقل، والعدد مرشح للارتفاع مع وجود جثث ما تزال تحت الأنقاض.
-
مصادر محلية أكدت أن الأهالي لم يتمكنوا من الوصول إلى المقابر العامة بسبب الحصار الجوي، حيث أصبحت الطائرات المسيّرة تستهدف أي تحركات باتجاهها.
-
أحد الناجين روى: "كنا نقرأ سورة يس في الظلام، وفجأة أضاء أحدهم هاتفه للحظة، لتسقط بعدها القذيفة فوق رؤوسنا. الضوء البسيط جلب لنا الموت".
دفن قسري في المسجد
أحد المتطوعين الذين شاركوا في عمليات الدفن قال: "دفنّا الأب والابن والأخ معًا في قبر واحد، لم نعد نميز بين الجثث. انتهكت حرمة حياتهم ولم نستطع حتى الحفاظ على حرمة موتهم".
هذا المشهد الصادم حوّل المسجد من بيت للعبادة إلى مقبرة جماعية، لتصبح جدرانه شاهدًا على الحصار والقتل، بدلاً من أن تردد آيات القرآن.
سياق عسكري دامٍ
-
تأتي المجزرة في إطار تصعيد عسكري ممنهج من قوات الدعم السريع التي تسعى للسيطرة على أحياء المدينة، وسط مقاومة شرسة من الجيش السوداني وقوات الكفاح المسلح.
-
منذ يونيو/حزيران 2024، تخضع الفاشر لحصار خانق أدى إلى انعدام شبه كامل في الغذاء والدواء، وتحولت المقابر العامة إلى أهداف عسكرية.
نداءات عاجلة
الأهالي ومنظمات محلية ناشدوا المجتمع الدولي سرعة فتح ممرات إنسانية تتيح دفن الموتى بكرامة، وتوفير الحماية للمدنيين، مؤكدين أن ما يحدث في الفاشر يعيد إلى الأذهان المجازر التاريخية في دارفور، لكن هذه المرة بأدوات أكثر فتكًا ودقة.
المصدر : الجزيرة نت
التعليقات