شركة عملاقة ترفع الراية البيضاء في صنعاء انهيار متسارع في صنعاء يفضح عمق الكارثة الاقتصادية
في تطور خطير يعكس الانهيار المتزايد للاقتصاد في العاصمة اليمنية صنعاء، أغلقت شركة "سام" – إحدى أبرز شركات التجزئة والاستهلاك – فرعها الرئيسي بعد تراكم خسائر مالية هائلة، وسط عجز عن تغطية التكاليف التشغيلية والرواتب.
مصادر مطلعة أكدت لـ"خبرنا" أن قرار الإغلاق جاء بعد شهور من التراجع الحاد في المبيعات وتوقف تدفق السيولة، حتى وصلت الشركة إلى حافة الإفلاس. وهو ما يراه مراقبون بمثابة "جرس إنذار" بانهيار أوسع يهدد القطاع الخاص في مناطق سيطرة الحوثيين.
ويعزو خبراء اقتصاديون هذا الانهيار إلى سياسات الحوثيين المالية، وتوقف صرف مرتبات أكثر من 1.2 مليون موظف حكومي منذ سنوات، ما أدى إلى شلل شبه كامل في حركة الاستهلاك، وتجميد القدرة الشرائية لغالبية الأسر.
إغلاق فرع "سام" – الذي كان يشغّل عشرات الموظفين – يأتي ضمن سلسلة إغلاقات مشابهة طالت عشرات الشركات والمحلات التجارية في صنعاء خلال العامين الماضيين. وتقدّر تقارير محلية ودولية أن النشاط التجاري انكمش بأكثر من 60% في بعض القطاعات، في وقت لم تتخذ سلطات الأمر الواقع أي خطوات عملية لإنعاش السوق أو حماية القطاع الخاص من الانهيار.
ويؤكد موظفون سابقون أن "حتى السلع الأساسية باتت تُعتبر رفاهية"، في إشارة إلى حجم الأزمة المعيشية. فيما يحذر خبراء من أن استمرار الوضع الحالي سيقود إلى كارثة اقتصادية واجتماعية شاملة، مع تصاعد البطالة والفقر وتآكل الطبقة الوسطى.
التعليقات