أطلقت إسرائيل، الثلاثاء، المرحلة الرئيسية من هجومها البري على مدينة غزة، في عملية وصفتها بأنها “الأعنف” منذ بداية الحرب قبل عامين، فيما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل ما لا يقل عن 70 شخصًا خلال الساعات الأولى للتصعيد، معظمهم في مدينة غزة.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن “غزة تحترق”، مؤكدًا أن الجيش يضرب “بقبضة من حديد” البنية التحتية لحركة حماس، فيما أشار قادة عسكريون إسرائيليون إلى أن القوات البرية تتوغل باتجاه مركز المدينة، مع توقع زيادة أعداد الجنود لمواجهة نحو ثلاثة آلاف مقاتل من الحركة.

بالتزامن، وثّقت مشاهد من داخل القطاع دمارًا واسعًا في المباني السكنية، وانتشال جثث الضحايا من تحت الركام، بينهم أطفال. وقال سكان محليون إنهم فقدوا أقاربهم ولم يتمكنوا من إخراج جثثهم بسبب الكتل الخرسانية الضخمة.

الهجوم الإسرائيلي قوبل بانتقادات دولية حادة، إذ خلصت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إلى أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، بينما وصف الأمين العام أنطونيو غوتيريش ما يجري بأنه “مروع وغير مقبول أخلاقيًا وقانونيًا”. أما الولايات المتحدة، فأكد رئيسها دونالد ترامب دعم إسرائيل، متوعدًا حماس بـ“ثمن باهظ” إذا استخدمت الرهائن دروعًا بشرية.

وفي أوروبا، أعلن الاتحاد الأوروبي عزمه إقرار عقوبات جديدة ضد إسرائيل، بينها تعليق بنود تجارية، في حين تتزايد التحذيرات من كارثة إنسانية مع نزوح مئات آلاف الفلسطينيين جنوبًا وغربًا نحو مناطق مكتظة تفتقر إلى الغذاء والدواء. وقالت وزارة الصحة في غزة إن 428 فلسطينيًا لقوا حتفهم بسبب الجوع وسوء التغذية منذ بداية الحرب.

ورغم تصعيد العمليات، حذر مسؤولون عسكريون إسرائيليون من أن التوغل قد يعرّض حياة الرهائن للخطر، فيما تظاهر ذووهم أمام منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مطالبين بوقف القصف. وتشير تقديرات إسرائيلية إلى أن نحو 20 رهينة ما زالوا أحياء في غزة.

الحرب التي اندلعت عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأودى بحياة 1200 إسرائيلي وأسر 251 آخرين، أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 64 ألف فلسطيني، وفق إحصائيات وزارة الصحة في غزة.

رويترز