أدان رئيس مركز أبحاث الطب النبوي وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، محمد بن عبدالمجيد الزنداني، ما قام به المجلس الانتقالي الجنوبي من السماح لوفد إعلامي إسرائيلي بزيارة العاصمة المؤقتة عدن، واعتبره "خيانة دينية وأخلاقية ووطنية"، تتعارض مع الموقف الرسمي والشعبي اليمني الرافض لأي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل.

وأكد الزنداني، في تصريحاته، أن على النخب اليمنية بكافة مكوناتها الدينية والسياسية والاجتماعية أن تستنكر هذه الخطوة وتقف في وجهها بكل حزم، مشيرًا إلى أن ما حدث يمثل "عبثًا خطيرًا" يمس الثوابت الوطنية.

وكان الزنداني قد نشر رابطًا لخبر في صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية يؤكد تفاصيل الزيارة.

تفاصيل الزيارة

وكشفت مصادر إعلامية أن وفدًا صحفيًا إسرائيليًا زار مدينة عدن في يوليو الماضي، والتقى بقيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي وعدد من القادة العسكريين.

وبحسب المصادر، فقد دخل الوفد عبر مطار عدن بترتيب وإشراف مباشر من المجلس الانتقالي، حيث جرى استقباله في مقر الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي بحضور مختار اليافعي، نائب رئيس الهيئة، وعدد من القيادات الإعلامية والسياسية التابعة للمجلس.

الوفد، الذي جاء تحت غطاء "منتدى الشرق الأوسط"، ضم الصحفيين جوناثان سباير ومايكل روبين، حيث أُحيطت زيارته بترتيبات خاصة، قبل نقله إلى مقر المجلس الانتقالي.

المجلس الانتقالي نفسه نشر خبرًا رسميًا على موقعه الإلكتروني بتاريخ 14 يوليو 2025، أكد فيه استضافة الوفد في عدن بحضور قياداته البارزة، بينهم علي الهدياني، السكرتير الصحفي لعيدروس الزبيدي.

لقاءات عسكرية وسياسية

وبحسب التقارير، التقى الوفد الإسرائيلي بعدد من المسؤولين، بينهم اللواء الركن صالح حسن في عدن، إلى جانب وزير الدفاع في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، محسن الداعري، الذي قدم للوفد عرضًا حول خطط العمليات العسكرية المشتركة.

كما شملت الزيارة جبهات ميدانية في الضالع وشبوة، حيث التقى الوفد بقادة ميدانيين تابعين للمجلس الانتقالي، ولا سيما في محور الضالع/دمت–الفاخر.

وتشير المصادر إلى أن الصحفي مايكل روبين، المعروف بمواقفه الداعمة للمجلس الانتقالي، استغل هذه الزيارة لتعزيز خطاباته الإعلامية ضد الحكومة اليمنية، متهمًا الرئيس رشاد العليمي بالتعاون مع الحوثيين.

ردود فعل متصاعدة

زيارة الوفد الإسرائيلي إلى عدن، وما رافقها من لقاءات رسمية وعسكرية، فجّرت موجة من الغضب في الأوساط اليمنية، حيث اعتبرها مراقبون اصطفافًا سياسيًا وإعلاميًا خطيرًا يعكس توجهات المجلس الانتقالي نحو فتح قنوات اتصال غير معلنة مع إسرائيل.

ما قام به الانتقالي من السماح لوفد إعلامي من إسرائيل بزيارة العاصمة عدن هو خيانة دينية واخلاقية ووطنية في حق اليمن يتعارض مع موقف اليمن الرسمي والشعبي والسياسي والدبلوماسي الرافض لأي تطبيع مع الكيان الصهيوني جملةً وتفصيلاً ويجب على النخب اليمنية بكل مكوناتها الدينية والحزبية…

— محمد بن عبدالمجيد الزنداني (@moohhha) September 13, 2025