في تطور استثنائي قلب موازين المشهد السياسي والعسكري في اليمن، شهدت العاصمة صنعاء مساء الخميس غارة جوية إسرائيلية وُصفت بالدقيقة والأكثر تأثيرًا منذ بدء التصعيد الأخير، وأدت – وفق مصادر متعددة – إلى مقتل عدد من أبرز القيادات الحوثية، من بينهم رئيس حكومة الجماعة غير المعترف بها، أحمد غالب الرهوي.

الهجوم، الذي نفذته طائرات مسيّرة أو مقاتلات لم تُحدد هويتها رسميًا، استهدف موقعًا سريًا في قلب العاصمة، ويُعد أول ضربة مباشرة تطال قيادات من الصف الأول داخل صنعاء منذ سنوات، ما يثير تساؤلات حول تحول استراتيجي في طبيعة العمليات الإسرائيلية ضد الحوثيين.

القيادات المستهدفة

وبحسب الصحفي اليمني محمد بن فيصل، فإن الغارة أسفرت عن مقتل:

• أحمد غالب الرهوي – رئيس حكومة الحوثيين.

• صخر الشرقبي – مدير مكتب رئيس هيئة الأركان العامة محمد الغماري.

• عبدالسلام شرف المنبهي – المرافق الخاص لرئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط.

دلالات الضربة

يُنظر إلى الرهوي على أنه أحد أهم الشخصيات السياسية في بنية حكم الحوثيين، وكان يمثل واجهة حكومية شكلية للجماعة، ما يجعل مقتله حدثًا ذا تداعيات كبيرة على تماسكها السياسي.

ويرى خبراء أن هذه الضربة قد تكون جزءًا من استراتيجية إقليمية أوسع تستهدف تقويض البنية القيادية للحوثيين، خاصة مع تصاعد هجماتهم على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، ودورهم المتنامي في ما يُعرف بمحور المقاومة.

لماذا الآن؟

تأتي الغارة بعد أسابيع من تحذيرات أمريكية وإسرائيلية من "التهديد المتزايد" الذي تشكله الميليشيات الحوثية شمال اليمن، ما يرجح أن إسرائيل بدأت الانتقال من سياسة الردع غير المباشر إلى التدخل العسكري المباشر لضرب قياداتها المؤثرة.

وبينما لم يصدر حتى الآن تأكيد رسمي حول حصيلة القتلى من جانب الحوثيين أو إسرائيل، فإن حجم الضربة ومكانتها قد يفتحان فصلًا جديدًا من المواجهة، يضع صنعاء في قلب صراع إقليمي متصاعد.