برنامج : اليمن الكبير : تعز أيقونة الثورة والحرية والنضال

”كبير الزيدية” يتحدى عبدالملك ”صراع خفي في معقل الحوثيين بصعدة..هل بات حكم الحوثي في خطر؟

في عمق جبال صعدة، المعقل التاريخي للجماعة الحوثية، يتصاعد صراع غير معلن يهدد بتفكيك الشرعية الدينية والسياسية التي بنت عليها الجماعة مشروعها خلال العقود الماضية.

فبينما يعتمد عبدالملك الحوثي على القوة العسكرية والدعم الإيراني، يواجه تحدياً داخلياً من رجل دين يُلقب بـ"كبير الزيدية"، محمد عبدالله عوض المؤيدي، الذي يحمل إرثاً ثقيلاً يربط جذوره بواحد من أبرز مراجع المذهب الزيدي، العلامة مجد الدين المؤيدي.

مران ضد ضحيان.. صراع نفوذ يتجاوز العقيدة

المعركة لم تعد خلافاً مذهبياً بحتاً، بل صراع زعامة ونفوذ. ففي حين جعل الحوثي من مران مركز قيادته، يواصل المؤيدي تثبيت حضوره الروحي في ضحيان، مستنداً إلى أتباع يرون في الحوثيين جماعة "انحرفت" عن جوهر الزيدية لصالح فكر إثني عشري مدعوم من طهران.

"الحوثي يستخدم الزيدية كغطاء، لكنه يُعيد تشكيلها وفق أجندته الإيرانية"، يقول أحد أتباع المؤيدي.

حملة قمع ممنهجة

خلال الأشهر الماضية، شددت مليشيات الحوثي قبضتها على المراكز الدينية التابعة للمؤيدي في صعدة، خصوصاً في مديرية سحار.

  • أُغلقت مدارس ومساجد منذ 2022.

  • اعتُقل أكثر من 20 عالماً دينياً في ديسمبر 2023، بعضهم ما يزال مختفياً قسرياً.

  • يُتهم أتباع المؤيدي بأنهم "مثبطون" عن القتال في الجبهات، خاصة مع تصاعد خطاب الحوثيين حول "الجهاد في فلسطين".

غير أن باحثين يرون في هذا الخطاب مجرد ستار، إذ إن الخوف الحقيقي لدى الحوثيين هو فقدان الشرعية الدينية داخل معقلهم التاريخي.

جذور قديمة تعود لبدر الدين ومجد الدين

الصراع الحالي امتداد لخلاف فكري وزعامي قديم بين بدر الدين الحوثي، الأب الروحي للمشروع الحوثي، ومجد الدين المؤيدي، المرجع الأبرز للزيدية التقليدية.
ويرى الباحث أحمد الحميري أن الحوثي "بنى مشروعه على مؤلفات المؤيدي، لكنه سرعان ما حاول طمس إرثه لإحكام السيطرة".

"اليوم، المعركة انتقلت إلى الجيل الجديد: عبدالملك الحوثي ضد محمد المؤيدي، في صراع على الشرعية والزعامة القبلية."

تهديد وجودي للجماعة

خطورة هذا الصراع تكمن في حجم أتباع المؤيدي، الذين يُقدّرون بعشرات الآلاف داخل صعدة، كثير منهم من القبائل المؤثرة. ما يجعل المواجهة تتجاوز حدود الفكر لتتحول إلى معركة على الأرض والتحالفات القبلية.

وفي ظل الضغوط العسكرية للتحالف العربي، والانهيار الاقتصادي، يجد الحوثيون أنفسهم أمام أكبر تصدع داخلي منذ سيطرتهم على صنعاء عام 2014، تصدع قد يقوّض هيمنتهم من الداخل قبل أي مواجهة خارجية.

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا