في تطور مثير..مليشيات الحوثي تهدد بإنهاء عمل المبعوث الأممي بسبب تحيزه و«أجندات خارجية»
في تهديد صريح، أكدت مليشيات الحوثي التابعة لإيران، عبر ما يُسمى بوزارة الخارجية في حكومتها غير المعترف بها، استعدادها لإنهاء عمل المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إذا استمر في ما وصفته بـ"تمثيل طرف واحد" وتنفيذ أجندات خارجية، وذلك في رد على إحاطة الأخير أمام مجلس الأمن الدولي.
واتهم البيان الحوثي المبعوث الأممي بعدم الحيادية في إحاطته، حيث اعتبرها منحازة وتُسقط الواقع الحقيقي في اليمن، مما يجعلها تبدو كأنها تساوي بين "الضحية والجاني". كما طالبت الجماعة غروندبرغ بوقف استخدام القضايا الإنسانية والاقتصادية كأدوات للضغط السياسي.
وحذرت الجماعة من أن استمرارية المبعوث في ما سمّته تمثيل "الدول المعتدية" قد تدفعها إلى اتخاذ قرار بإنهاء عمله، مطالبة بضرورة اعتماد مواقف "أكثر حيادية وموضوعية" ترتكز على وقف ما أسمته "العدوان" ورفع الحصار بشكل كامل عن اليمن.
بدوره، أكد المبعوث الأممي هانس غروندبرغ في إحاطته لمجلس الأمن أن الاضطرابات الإقليمية والتطورات الميدانية الأخيرة تهدد فرص إحلال السلام والاستقرار في اليمن، داعياً إلى حوار جاد وتدابير استباقية.
وأشار غروندبرغ إلى استقرار نسبي في خطوط المواجهة، لكنه نبه إلى أحداث مقلقة، أبرزها هجوم كبير في 25 يوليو على جبهة العلب في صعدة، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، إضافة إلى تعزيز الحوثيين مواقعهم، خصوصاً حول الحديدة.
وقال إن لجنة التنسيق العسكري التي تيسرها الأمم المتحدة اختتمت اجتماعات مع الحكومة اليمنية والأطراف الإقليمية لمناقشة خفض التصعيد والتحديات البحرية، مستعرضاً الخيارات للعودة إلى مفاوضات وقف إطلاق النار.
في المسار السياسي، شدد على ضرورة إطلاق محادثات شاملة وفق خارطة الطريق الموقعة في ديسمبر 2023، مشيراً إلى أهمية فتح طرق حيوية مثل طريق البيضاء – أبين، وتسهيل حركة الأفراد والتجارة، مع إشادته بدور المجتمع المدني.
أما على الصعيد الاقتصادي، فأشار إلى أن استمرار التصعيد والانقسام الاقتصادي يضر بالأسر اليمنية ويقيد القطاع الخاص، مرحباً بالإجراءات التي اتخذها البنك المركزي والحكومة في عدن لتحسين سعر صرف الريال واستقرار الأسعار، معرباً عن أمله في تعافي مستدام.
وانتقد القرارات الأحادية الحوثية التي زادت من تجزئة الريال، مثل إصدار عملات معدنية وأوراق نقدية جديدة، مما يعقد جهود توحيد الاقتصاد.
كما نبه إلى تصاعد المخاطر الأمنية في البحر الأحمر، موضحاً ضبط شحنة أسلحة متطورة قبالة السواحل اليمنية، ومطالباً بالالتزام بقرارات مجلس الأمن بشأن حظر السلاح، وبتسهيل عودة طاقم سفينة "إم/في إترنيتي سي" الناجين.
وحذر من تداعيات الحرب في غزة على اليمن، مشيراً إلى أن الهجمات على السفن والهجمات الصاروخية المتبادلة أدت إلى تدمير شبه كامل لموانئ الساحل الغربي، وتأثير كبير على عمليات التفريغ في الحديدة والصليف، معتبراً إعلان الحوثيين توسيع قائمة السفن المستهدفة مؤشرًا خطيراً لتصعيد محتمل.
وأشاد بدور الشباب في مسار السلام، وحث على تمكينهم للمساهمة في مستقبل البلاد، لكنه حذر من أن التدهور الاقتصادي قد يدفعهم نحو الانخراط في القتال.
واختتم بالإشارة إلى استمرار احتجاز الحوثيين 23 موظفًا أمميًا وآخرين من منظمات محلية ودولية وبعثات دبلوماسية، واعتبر ذلك غير مقبول، مطالبًا بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم.
اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”
التعليقات