احتجاجات حضرموت تتصاعد بعد مقتل متظاهر يوم امس
قتل الشاب محمد سعيد يادين، فجر الخميس، برصاص أحد أفراد الأمن العام بمدينة تريم في وادي حضرموت شرقي اليمن، خلال محاولات قوات الأمن تفريق المتظاهرين في احتجاجات شعبية متواصلة لليوم الخامس، احتجاجاً على تردي الخدمات في المحافظة الأغنى نفطاً.
وقالت مصادر إعلامية ومحلية إن الحادثة وقعت أثناء محاولة تفريق تجمع للمواطنين عند مدخل مدينة تريم، ما أثار توتراً غير مسبوق في المدينة، حيث تجمع العشرات صباح الخميس قرب مركز الشرطة للتنديد بالجريمة والمطالبة بمحاكمة الجناة ووقف ممارسات القمع ضد المحتجين السلميين.
وشهدت المكلا، عاصمة المحافظة، تصعيداً أمنياً مع استمرار إغلاق الشوارع والمحلات التجارية، وسط إطلاق قوات الأمن والجيش الرصاص الحي على المتظاهرين، حسب شهادات من ناشطين وصحافيين محليين، ممن أكدوا أن الاحتجاجات المطالبة بتحسين الخدمات ووقف الفساد لم تتوقف رغم العنف.
وقال الصحافي صبري بن مخاشن، القيادي في حلف قبائل حضرموت، إن الاحتجاجات اتسعت لتشمل معظم مدن مديريات الساحل والوادي والصحراء، مشيراً إلى سقوط شهيد وخمسة جرحى ووقوع اعتقالات في سياق التصدي الأمني للعشرات من المحتجين.
وأكد بن مخاشن أن الاحتجاجات لم تكن فقط مطالبة بالكهرباء، بل هي احتجاجات من أجل الكرامة والقرار الحضرمي والقضاء على الفساد المستشري.
في سياق متصل، أعلن نائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة، أكرم نصيب العامري، تعليق أعماله احتجاجاً على «استهداف حياة المواطنين» خلال القمع الأمني، مطالباً السلطات باتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأزمة ومحاسبة المسؤولين عن مقتل الشاب يادين.
وأدان مؤتمر حضرموت الجامع استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين، واعتبر الحادثة «انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان وحرية التعبير»، مطالباً بفتح تحقيق مستقل وعاجل ومحاسبة المتورطين.
وردت شرطة تريم في بيان رسمي بأنها أطلقت طلقة تحذيرية لتفريق «مجموعات مندسة» من المتظاهرين، وأكدت أن إصابة الشاب «كانت عن طريق الخطأ» مع فتح تحقيق عاجل في الحادثة.
في ظل تصاعد التوتر، شهد مجلس القيادة الرئاسي انقسامات حول كيفية التعامل مع الوضع في حضرموت، حيث أكد نائب رئيس المجلس الانتقالي، عبدالرحمن المحرمي، دعمه لمطالب المحتجين العادلة، وحث على مضاعفة جهود الحكومة والسلطة المحلية لمعالجة الخلل الخدمي، محذراً من استغلال الأزمة لتحقيق مكاسب سياسية أو إشاعة الفوضى.
وفي ذات الوقت، حذرت اللجنة الأمنية في حضرموت من «استغلال جهات تخريبية للمظاهرات»، ووجهت تحذيراً من وجود عناصر من تنظيم القاعدة وميليشيا الحوثي تسعى لإثارة الفوضى.
تأتي هذه الاحتجاجات وسط أزمة سياسية وأمنية متفاقمة في حضرموت، حيث يقود حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع حراكاً شعبياً وسياسياً ضد السلطة المحلية والحكومة المركزية، مطالبين بحقوق معيشية وسياسية وتحسين الخدمات الأساسية.
المصدر: القدس العربي
المصدر: القدس العربي
اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”
التعليقات