الحوثيون يهزون صورة أوروبا كقوة بحرية بعد سلسلة هجمات في البحر الأحمر
نشرت مجلة The Economist البريطانية تقريرًا تحت عنوان "الحوثيون يبدّدون أوهام أوروبا بقوتها البحرية"، تناولت فيه انعكاسات الهجمات التي نفذتها جماعة الحوثي ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، على صورة أوروبا العسكرية، خصوصًا فيما يتعلق بقدراتها البحرية.
وبحسب التقرير، فإن العجز الأوروبي عن التصدي الفاعل للتهديدات الحوثية المتزايدة، يكشف هشاشة ما وصفته المجلة بـ"الادعاءات الأوروبية" حول قدرتها على حماية طرق التجارة البحرية أو لعب دور قيادي مستقل عن الولايات المتحدة في تأمين الممرات الاستراتيجية.
وحمّلت الإيكونوميست السياسات الدفاعية المترددة لدول الاتحاد الأوروبي، وتحديدًا فرنسا وألمانيا، مسؤولية ما وصفته بـ"الارتباك العملياتي" في الاستجابة للهجمات الأخيرة، مشيرة إلى أن الموقف الأوروبي اكتفى بمقاربات دفاعية ضمن مهمات بحرية مثل "إسبيدس"، دون أن يرتقي إلى مستوى الردع الحازم.
وأشارت المجلة إلى أن جماعة الحوثي، رغم تصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل عدة دول غربية، تمكّنت من إغراق أو تعطيل عدد من السفن، وخلقت حالة من الشلل الجزئي في حركة الملاحة، دون أن تواجه بردّ أوروبي مباشر، وهو ما وصفه التقرير بأنه "إحراج استراتيجي" للعواصم الأوروبية.
كما أوضحت المجلة أن الاعتماد الأوروبي المستمر على المظلة الأمريكية في العمليات العسكرية البحرية، يطرح تساؤلات جوهرية حول جدوى الاستراتيجيات الأمنية المشتركة للاتحاد الأوروبي، ويعيد التذكير بأن القوة الناعمة لا تكفي حين تواجه تحديات أمنية غير تقليدية كالتي يمثلها الحوثيون.
يأتي هذا في وقت تصاعدت فيه الدعوات داخل بعض الدول الأوروبية لإعادة تقييم سياسة ضبط النفس، والتحرك الحازم لحماية المصالح البحرية الأوروبية، لاسيما مع ازدياد اعتماد القارة على التجارة عبر البحر الأحمر في ظل اضطرابات سلاسل الإمداد العالمية.
اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”
التعليقات