اتفاق الحديدة يلفظ أنفاسه.. هل يدفع تعنت الحوثيين وعجز الأمم المتحدة نحو استئناف المعركة؟
يتواصل عجز الأمم المتحدة عن تطبيق تنفيذ اتفاق ستوكهولم بشأن مدينة الحديدة، غربي اليمن، وسط صمت مطبق من مبعوثها الدولي "مارتن غريفيث"، وكبير المراقبين في المدينة "مايكل لوليسغارد"، واللذان يرفضان الإفصاح صراحة عن الطرف المعرقل لهذا الاتفاق الهش، الذي مر على إعلانه نحو أربعة أشهر دون تحقيق تقدم على الأرض.
الحكومة اليمنية أكدت في وقت مبكر الخميس، على لسان رئيس فريق الحكومة في لجنة إعادة الانتشار "صغير عزيز"، أن القوات الحكومية مستعدة منذ شهرين لفتح ممرات آمنة نحو مخازن الغذاء في مطاحن البحر الأحمر، وإعادة تشغيلها وتوزيع المساعدات فيها لكن جماعة الحوثي تمنع ذلك ما يؤكد أنها توزع المساعدات الدولية لمقاتليها.
عجز أممي!
وأضاف "صغير" في سلسلة تغريدات نشرها المركز الإعلامي للفريق على تويتر، أن جماعة الحوثي طلبت تسيير قافلة إغاثية لنحو 7000 مدني في مدينة الدريهمي، مشددا أن من تبقى من سكان الدريهمي لا يتجاوز 100 مدني فيما نزح جميع السكان، ولم يبقى سوى مقاتلي الحوثي الذين تحاصرهم القوات الحكومية داخل المدينة.
وزير الخارجية "خالد اليماني" اتهم صراحة المبعوث الأممي غريفيث، بتجزئة الحل إلى خطوات صغيرة سمحت للحوثيين بالتلاعب بتنفيذ الاتفاق، وطالب في إفادة قدمها لسفراء مجموعة الدول الـ 19 الراعية لعملية السلام في اليمن، بإعلان الطرف المعرقل للمجتمع الدولي، محذرا من فشل اتفاق الحديدة وعواقبه على الأزمة السياسية والإنسانية في البلاد.

وقال الوزير اليمني إن القائمين على تنفيذ اتفاق الحديدة من مكتب المبعوث وبعثة الحديدة، فشلوا في تقديم خطة عمل مزمنة لتنفيذ الاتفاق، واتهمهم بتجزئة الاتفاق إلى خطوات صغيرة وأصغر، مما أعطى للحوثيين الانطباع بإمكانية التلاعب باتفاقية ستوكهولم بشكل عام، مؤكدا أن الرئيس هادي طالب بوضع جدول زمني لاتفاق الحديدة.
ضحايا مدنيين
على الصعيد الإنساني قتل أربعة مدنيين جراء معارك وقصف متبادل شهدته مدينة الحديدة، منذ مساء الثلاثاء وحتى صباح الأربعاء، وأكد "مصدر محلي" مقتل 3 نساء وإصابة اثنين آخرين صباح اليوم الأربعاء، جراء سقوط قذيفة بالقرب من مدرسة النجاح حي الربصة جنوب مدينة الحديدة.
وأضاف المصدر لـ "يني يمن" أن المكان كان مكتظّ بالنساء والأطفال في المركز الصحي للحي، لتلقي لقاحات خاصة بالأطفال، ما أثار حالة من الرعب جراء سقوط القذيفة التي قتلت ثلاث نساء ورجلين، فيما قتل رجل آخر بشظية مدفعية جراء المواجهات التي اندلعت مساء الثلاثاء، على خط المطار جنوب شرق المدينة فيما أصيب طفل في مركز مديرية الحوك برصاصة راجع.
وجاء هذا التصعيد العسكري عقب ساعات من هجوم للحوثيين بطائرة مفخخة مساء الثلاثاء، استهدف مجموعة عسكرية تتبع الفريق الحكومي في لجنة إعادة الانتشار بالحديدة، وأكد قائد خفر السواحل في الحديدة المعين من الحكومة الشرعية، عبدالجبار زحزوح، مقتل أربعة عسكريين من بينهم ضابط يحمل رتبة رائد، جراء هجوم الحوثيين عليهم بطائرة مفخخة في جزيرة الزبير المقابلة لمدينة الحديدة، وأوضح أن العسكريين كانوا ضمن قوام القوة العسكرية التي ستكلف بمهام في إعادة الانتشار المرتقب.
مصدر حكومي لـ "يني يمن" يقول إن انهيار اتفاق الحديدة بات أقرب من أي وقت مضى.
ماذا بعد انهيار الاتفاق؟
مصدر حكومي أكد لـ "يني يمن" أن انهيار اتفاق الحديدة بات أقرب من أي وقت مضى، وكشف عن ترتيبات وخطة أمنية وعسكرية، وضعتها السلطة المحلية والتحالف العربي لتأمين الحديدة عقب تحريرها عسكريا، وتعتمد الخطة على قوات الداخلية والدفاع التي كانت في الحديدة قبل انقلاب الحوثيين في سبتمبر 2014م.
وينذر هذا التصعيد العسكري بانهيار كامل لاتفاق الحديدة عقب إفشال الحوثيين، مهمة إعادة تشغيل وتوزيع المساعدات المخزنة في مطاحن البحر الأحمر، حيث منع الحوثيون صباح الثلاثاء فريقا أممياً وموظفي برنامج الغذاء العالمي من الوصول إلى المطاحن الواقعة على خطوط التماس شرق مدينة الحديدة، ويشير هذا التعثر إلى احتمالية استئناف المعركة بشكل أكبر في المدينة التي يقطنها أكثر 300 ألف مدني.





التعليقات