بتهمة تمزيق شعارات الميليشيات.. السجن عقوبة للأطفال في زمن الحوثيين بصنعاء
اختطفت ميليشيات الحوثي ثلاثة أطفال في العاصمة صنعاء بتهمة تمزيق شعارات جماعة الحوثي وسب زعيمهم عبد الملك الحوثي، ضمن عملية ترويع يمارسها الحوثيون بحق السكان في مناطق سيطرتهم.
وقالت مصادر محلية "إن الأطفال الثلاثة تم اختطافهم من "حي نقم" (وسط صنعاء) وتم اقتيادهم إلى سجن تابع لقسم الشرطة في نفس الحي ويرفض الحوثيون الإفراج عنهم رغم تدخل أبناء الحي ومحاولتهم التوسط لدى مشرفي الحوثيين".
والأطفال الذي تم اختطافهم هم "أكرم هبة، ومحسن الحرازي، ووسام الصيادي" - بحسب ما ذكرت المصادر- وتخشى أسر الأطفال المخطوفين من انتهاكات مسلحي الحوثيين بحق أطفالهم في السجن حيث يعدون قاصرين وليس بمقدورهم تحمّل مخاوف السجن.
ظاهرة تمزيق شعارات الحوثيين
وخلال الأشهر الماضية زادت ظاهرة تمزيق شعارات الحوثيين وصور زعمائهم من الشوارع والأحياء والأماكن العامة ومباني مؤسسات الدولة، والمدارس، وهو ما جعل الحوثيون يفكرون بعقاب رادع بحق الشباب الغاضبين ضد سلطاتهم، حيث أصبحوا يترصدون الفاعلين لمعاقبتهم.
وفي فبراير الماضي مزّق مجهولون صوراً لمؤسس جماعة الحوثي حسين الحوثي (شقيق الزعيم الحالي والذي قتل في 2004 بمواجهات من القوات المسلحة اليمنية) ومسحوا شعارات الحوثيين في مدينة صنعاء القديمة (المدينة التاريخية) في خطوة عبر فيها سكان عدد من الأحياء عن غضبهم بعد ارسال الحوثيين عناصر مسلحة لاستفزازهم أثناء صلاة الجمعة عقب امتناعهم عن ترديد الصرخة الحوثية.
ونفذ مواطنون مجهولون حملة واسعة لطمس شعارات وصور الحوثيين في عدد من أحياء صنعاء القديمة، على كثير من الجدران في كل من حارات «الفليحي» و«معمر» و«خضير» وهي من أبرز الأحياء العتيقة في المدينة التاريخية، ويرى كثير من سكانها أن الحوثيين شوهوا صورة المدينة وتغيير هويتها الحضارية باللون الأخضر.
ومنذ سيطرة ميليشيات الحوثي على العاصمة أغرقت الجدران بالشعارات الحوثية والدعاية الطائفية، وملئت لافتات الدعايات التجارية بالشوارع بصور وعبارات لزعمائها وصور قتلاها بالجبهات، ولم تسلم حتى المساجد من الشعارات الحوثية المصلقة على جدرانها.
انتهاكات ضد الأطفال
ويرتكب الحوثيون كثير من الانتهاكات بحق الأطفال من أبرزها التجنيد حيث رصد التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان «5113» حالة تجنيد للأطفال خلال الأربع السنوات الماضية في المحافظات اليمنية، كما يتعرض الأطفال للعديد من الانتهاكات الجسيمة.
ويوجد ما يقارب من 4 مليون طفل يمني لا يتلقون تعليمهم بسبب تدمير 1600 مدرسة بشكل كلي أو جزئي وتم استخدام حوالي 170 مدرسة كثكنات عسكرية، وتسرب حوالي 2 مليون طفل ليذهبوا إلى العمل بسبب الظروف الاقتصادية التي تسبب بها انقلاب الحوثيين في سبتمبر/ أيلول 2014.
وانتشرت ظاهرة اختطاف الأطفال في العاصمة صنعاء من قبل عصابات وآخرهم الطفلة "غدير محمد على غانم العصري" (12 عام)، مطلع الشهر الجاري، حيث اختفت من "حي عصر" أثناء عودتها من المدرسة، وخرج سكان الحي في مظاهرة لمطالبة سلطات الحوثيين بتحمل مسؤوليتهم والبحث عن الطفلة واعادتها إلى أسرتها.
ولا شيء يوقف استمرار انتهاكات الحوثيين بحق السكان في العاصمة صنعاء، والتي تحولت إلى سجن كبير يمارس فيه المسلحون الحوثيون كل أشكال العنف بحق جميع فئات المجتمع وليسوا الأطفال وحدهم، بل الجميع بما فيهم النساء والتي لم تسلم الاعتداء رغم تحفظ المجتمع بأعرافه القبلية الصارمة.




التعليقات