اليمن الكبير|| المهرة بوابة اليمن الشرقية

كيف تبدو مدينة تعز القديمة بعد الحملة الأمنية ضد الخارجين عن القانون؟

في ساعات ظهيرة يوم الثلاثاء، كانت المدينة القديمة في تعز قد تغير الوضع الامني فيها بشكل كلي، على غير ما كان خلال اليوميين الماضيين حيث دارات مواجهات بين الحملة الأمنية ومسلحين مطلوبين أمنيا في المدينة.

تجول "يني يمن" في مسرح الأحداث، الواقع ليس كما نقله الاعلام، فالحياة تعود الى طبيعتها، المحلات التجارية فتحت أبوابها، الازدحام وضجيج السيارات يملأ المكان، وأصوات الباعة المتجولون تزين الشارع، كل شيء على ما يرام.

في أزقة المدينة التاريخية صادفنا بائع الفل "محمد ناصر" (18 عام) وهو ينادي بصوته المارة "عطر يومك بالفل بـ200 ريال" في اسلوب يحاول من خلال استقطاب الزبائن، يجول محمد في الاحياء محملاً بعقود الفل على ذراعه، بينما يتصبب العرق من وجهه ويلمع ببشرته السمراء.

يضيف محمد لـ " يني يمن" أن المواجهات التي دارات بين الحملة الأمنية والمسلحين، أجبرته على مغادرة المدينة، كغيره من المواطنين، الا الوضع حاليا عاد الى ما كان عليه، والامور هادئة، ولذا عدنا لكي نواصل أعمالنا ونطلب الله على أطفالنا.

الصحفي فاروق الكمالي قال إن المدينة القديمة كانت مربعا مغلقا وملفا شائكا ولغما كبيرا إذا انفجر سيدمر تعز، وكان مؤجل من بداية التحرير، واعتقد تمت معالجته بشكل جيد وبأقل الأضرار".

وأضاف" مزاج الناس تغير تماما اليوم، الحياة عادت لطبيعتها، والناس مبتهجين بتسليم مقر كتائب ابو العباس في مجمع هايل للجنة الأمنية المكلفة من المحافظ، وإزالة الخرسانات والمتارس واعادة تطبيع الحياة.

وأوضح أن سكان المدينة القديم كانوا رهينة، وتحرروا اليوم وبدأت إدارة الامن تنفيذ انتشار أمنى في المنطقة وأعلنت عن حملة أمنية جديدة في مناطق شمال وشرق تعز، مؤكدا أن استكمال الحملة الأمنية في بقية المناطق والقبض على المطلوبين سيقود الى استقرار دائم وحقيقي".

القاضي أحمد المجاهد قال تعليقا على الأحداث التي شهدتها المدينة، "عشنا ثلاث ايام من اسوأ الأيام في حياتنا كلها متحصنين بالجدران والمسلحين يقذفون نيرانهم من جوار منازلنا على الحملة الامنية".

وأضاف في منشور على صفحته بالفيس بوك" أطلقوا صاروخ حراري من أمام منزلنا الى حافة عبد الهادي وجراء ضغط الصاروخ اهتزت المنطقة كلها وتحطمت قمريات منزلنا المسمى دار النجادة وزجاج النوافذ وأصبنا بالهلع والفزع ونزح جميع سكان دار النجادة الى منزل الولد عبد الباسط ثم الى وادي القاضي وحفيدتي ليان جلال مصابة بذعر شديد ملازم لها حتى الان".

وتابع" لم ننم وعشنا على اعصابنا مذعورين خائفين وجلين وحتى الان لا نملك سوى الحمد والشكر لله الذي اذهب عنا الحزن، سنظل نذكر المعاناة والحصار الذي عشناه ابدا ما حيينا، شكرا للأخ محافظ تعز ولقائد المحور ولمدير شرطة المحافظة، ونأمل سرعة عودة الطالبات الى مجمع هائل التربوي".

أنور صالح، (اسم مستعار)، قال إن الحملة الأمنية أعادت الدولة وهيبتها إلى المدينة القديمة، بعد أن كانت مغلقة أمام أجهزة الدولة، وكأنها ورث خاص بكتائب ابي العباس.

وأضاف صالح وهو مالك محل بهارات بسوق الشنيني، في تصريح لـ " يني يمن" من كل ارتكب جريمة قتل، أو نهب، فر الى المدينة القديم، لقد أصبحت مربع حصريا لكل عناصر الاجرام، وانا أرى أن الحملة تأخرت كثيرا، وكان يفترض أن تكون قد جاءت في وقت مبكر، الجميع هنا ينشد الدولة.

وتابع" الكثير من أفراد أبو العباس لا يمارسون أي انتهاكات ضدنا كأصحاب محلات، ولا ضد أحد هنا، لكن ورغم ذلك كان لازما حضور الدولة، وأجهزتها الرسمية، بقاء أي مربع مغلق أمام الدولة خطرا محدق، وقنبلة موقتة في وجهها، وطالما ابو العباس يقول انه تابع للدولة، إذ لماذا يرفض دخولها الى المدينة، ويعمل على مقاومتها؟

توجهنا نحو عمق المدينة حيث تتمركز كتائب ابو العباس، قطعنا مسافة بسيطة، هناك تبدو الشوارع شبه خالية، بعض معظم المحلات مغلقة، شاهدنا اطفالا يجلبون الماء من مساجد المدينة، حيث تعاني تعز من أزمة مياه كبيرة، حاولنا المرور الى الامام أكثر، وعندها قابلنا في ركن الشارع ثلاثة مسلحين يضعون على وجوههم قطع من القماش، يحمل أحدهم سلاح متوسط، وأحزمة من الذخائر، عندها قررنا العودة من حيث أتينا.

حتى الآن لم يتم تسليم المقرات التي تقع تحت سيطرة كتائب ابو العباس، بما في ذلك مجمع هائل التعليمي، التي تتخذ منه الكتائب مقرا لها، (كانت الحملة الأمنية قد سيطرت عليه قبل الانسحاب منها تنفيذا لتوجيهات المحافظ) ولا تزال جهود اللجنة المشكلة من قبل محافظ المحافظة تبذل جهودا لإنجاز الاتفاق.

أكد ذلك رسميا قائد الكتائب " عادل عبده فارع" الذي بات يكنى بـ " أبو العباس" في تسجيل صوتي قصير نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي والذي قال فيه " غير صحيح اننا سلمنا مواقعنا، لا زلنا في القيادة، في إشارة الى مقر قيادة كتائبه "مجمع هائل" في المدينة القديم، والذي كانت قد نشرت بعض المواقع خبر تسليمه من قبل ابي العباس للشرطة العسكرية.

وعن موقفه من اتفاق تسليم مقر الكتائب، وسحب مسلحيه ورفع النقاط قال ابو العباس " نحن سنبقى في القيادة حالياً ولن نغادرها ونعمل على ترتيب الاوضاع " معتبراً ان الوضع بات هادئاً مقارنة بالأيام الماضية.

مصادر عسكرية قالت لـ " يني يمن" أن اللجنة الامنية عقدت اليوم اجتماعا لها، واكدت على ضرورة تنفيذ الاتفاق الذي نص وقف الحملة الامنية وانسحابها، مقابل تسليم المطلوبين امنيا للدولة، ورفع النقاط المستحدثة، وتسليم المقرات وفتح المربع امام القوات الامنية والعسكرية".

وأوضحت المصادر ان اللجنة المشكلة من قبل المحافظ زارت صباح اليوم المدينة القديمة في إطار الجهود التي تبذلها لتحقيق الاستقرار بالمدينة وتسلم المطلوبين والمقرات، ولم تعد بأي جديد حتى اللحظة، مشيرا إلى أن الحملة الامنية قد تتحرك في أي لحظة لاستكمال مهمتها، في حال لم يتم الالتزام وتنفيذ الاتفاق.


       اليمن الكبير || عين اليمن "عدن"


أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا