شهدت العاصمة صنعاء اليوم الثلاثاء احتشاد الحوثيين، احتفاء بالذكرى الرابعة للتدخل العسكري للتحالف العربي، حيث تجمع أنصار الحوثيين من عدد من المحافظات في "ميدان السبعين" بالإضافة إلى طلاب المدراس والموظفين في المؤسسات التي تسيطر عليها الميلشيات.

ومنذ ساعات الصباح الأولى وخلال الأيام الماضية تجوب سيارات الحوثيين أحياء وشوارع العاصمة صنعاء، بمكبرات الصوت تطالب المواطنين الخروج معهم، ومنذ أكثر من أسبوع يحشد الحوثيون إعلاميا في وسائل اعلامهم ومن خلال لافتات دعائية بالشوارع، وحتى في المساجد.

وفي كلمات الفعالية استغل الحوثيين العدوان الإسرائيلي على "غزة" لمهاجمة التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وفي نفس الوقت هددوا بإطلاق مزيد من الصواريخ والطائرات المسيرة على العاصمة السعودية الرياض خلال العام القادم.

ومساء أمس الاثنين تفاجأ سكان صنعاء باستخدام مكبرات الصوت في مآذن مساجد العاصمة صنعاء، لبث خطاب زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، بمناسبة الذكرى الرابعة لعاصفة الحزم، وكانت عبارة عن تعبئة قتالية وطائفية ودعوات للتفرقة في المجتمع.

وقال سكان في صنعاء لـ "يني يمن" ان عدد من المساجد في كثير من الأحياء بثت الخطاب في سابقة هي الأولى، لتجاوز كل الخطوط، في افراغ قيم المساجد الروحية من الخطاب الديني الملتزم، وتحويلة إلى وسيلة للدعاية للحرب والصراع ومنبر طائفي يستبح دماء الآخرين.

وقالت مصادر أخرى إن "ميلشيات الحوثي أجبرت أمس الاثنين مالكي المطاعم والمراكز التجارية في العاصمة صنعاء على بث خطاب زعيمها عبد الملك الحوثي والزوامل عبر مكبرات الصوت، وفي شاشات التلفزيونات ونفذوا حملة لإجبارهم على ذلك".

وتحاول ميلشيات الحوثي في صنعاء بث دفعة معنوية لدى أنصارها في تماسك جبهتهم في مواجهة القوات الحكومية والتحالف العربي، عبر سلسلة من الإجراءات القمعية وفرض سطوة أمنية على المواطنين الذين يعيشون واقع مختلف عن أحلام الحوثيين في الهيمنة والسيطرة الكلية على المزاج الشعبي العام.

ويزعم الحوثيون أنهم "صامدون" في وجه التحالف العربي للعام الرابع على التوالي، بالرغم من تفاقم الوضع الإنساني لكثير من اليمنيين وتوسع دائرة المجاعة والأوبئة في عدد المحافظات، في حين يدخل العام الثالث على التوالي وغالبية الموظفين في مناطق سيطرتهم بلا رواتب.

وفي 26 مارس/ آذار 2015 أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية عملية عسكرية واسعة في اليمن لمساندة الشرعية وانهاء سيطرة الحوثيين على صنعاء بعد نحو خمسة أشهر من اجتياحهم المسلح للعاصمة في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، ووضعهم الرئيس هادي والحكومة تحت الإقامة الجبرية.