اليمن الكبير|| المهرة بوابة اليمن الشرقية

هل يستطيع "الغذاء العالمي" تجاوز سرقة الحوثيين لمساعدات الجائعين في اليمن؟

بدأ برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في العاصمة صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، تسجيل أسماء المستفيدين من المساعدات الغذائية الشهرية من جديد (السلة الغذائية)، ضمن خطط البرنامج في تجاوز نهب المساعدات الإنسانية، وضمان وصولها للمستحقين.

وقال مصدر في البرنامج بصنعاء "ان المنظمة الأممية تعتزم تسجيل المستفيدين من جديد بدءاً من صنعاء ومن ثم المحافظات الأخرى، وسيتم ذلك بإشراف مباشر من البرنامج، والتي ستعمل على تشكيل لجان مجتمعية لتسجيل الأسر التي تستحق المساعدات الغذائية الشهرية".

وأضاف المصدر -الذي طلب عدم ذكر اسمه كونه غير مخول للحديث للإعلام- في حديث لـ "يني يمن" ان البرنامج يسعى إلى تجاوز عمليات النهب التي تتم للمساعدات الإنسانية من قبل الحوثيين بصنعاء، وحرمان المحتاجين منها كما حدث خلال السنوات الماضية والوصول للأسر الأكثر احتياجا.

وذكر المصدر "أن التسجيل سيخضع لمعايير الأولوية في الحاجة للمساعدات، وقد حدد البرنامج عدة شروط للمستفيدين ذوي الأولوية، لأن كثير من الأسر المحتاجة والمتعففة لا تحصل على المساعدات نهائياً، بينما تذهب غالبيتها لأسر حالتهم المادية جيدة ويستطيعون توفير الغذاء".

تسجيل جديد للمستفيدين

وخلال الأيام الماضية بث برنامج الغذاء العالمي إعلان في معظم الإذاعات المحلية بصنعاء، عن بدء تسجيل المستفيدين من المساعدات الإنسانية، ودعا المواطنين للتفاعل وتسجيل أسمائهم، حتى وإن كانوا مسجلين سابقاً، لأن البرنامج يسعى الى البدء من جديد برصد المستفيدين من المساعدات الغذائية.

ووفقا لإعلان برنامج الغذاء العالمي فإن التسجيل الجديد للمستفيدين "سيتم اشراك المجتمع فيها من خلال لجان حارات المدن المستهدفة، ولجان في القرى والعزل ويتم اختيار لجان لتسجيل المستفيدين في الكشوفات الجديدة التي تعتزم المنظمة البدء بإعدادها خلال الأيام الماضية".

ودعا البرنامج جميع المواطنين التي تنطبق عليهم معايير التسجيل التي حددتها المنظمة لتسجيل أسمائهم في اللجان المجتمعية، حتى وإن كانوا مسجلين من قبل، لأن المنظمة لن تعتمد توزيع المواد الغذائية خلال الأشهر القادمة إلا بحسب الكشوفات الجديدة التي سيتم فحصها وغربلتها بعد الاكتمال من تسجيل المستفيدين.

وتراهن المنظمة الأممية على نجاح خطتها الجديدة في توزيع المساعدات الإنسانية بعدما فشلت خلال السنوات الماضية، حيث كانت تذهب غالبية المساعدات إلى الحوثيين وبقية أطراف الصراع في البلاد. ويوزع برنامج الغذاء العالمي مساعدات غذائية شهرياً، لكنها تباع بكميات كبيرة في الأسواق وتعود لصالح نافذين حوثيين.

سرقة الغذاء من "أفواه الجائعين"

وكشف تحقيق نشرته وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية في 31 ديسمبر/ كانون أول 2018، عمليات النهب التي تتم من قبل ميليشيات الحوثي للمساعدات الإنسانية والغذاء المقدم من قبل المنظمات الدولية في اليمن منذ بداية الحرب، في أول عملية تحقيق تتم لنهب المساعدات المقدمة للمحتاجين في اليمن، حيث يعيش ملايين المواطنين تحت خط الفقر.

وبعد نشر التحقيق أصدر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة بيانا يطالب فيه بـ "الإنهاء الفوري للتلاعب بالإغاثة الغذائية الإنسانية في اليمن"، وقال إن تحقيقاته الخاصة وجدت "أدلة على قيام شاحنات بشكل غير مشروع" بنقل الغذاء من مراكز توزيع الغذاء المعينة "في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون"، ووصف مسؤول أممي بأنهم "يسرقون الطعام من أفواه الجائعين".

وقال البرنامج إن لديه أيضا أدلة على "ارتكاب عملية احتيال من قبل منظمة شريكة محلية واحدة على الأقل" مرتبطة بوزارة التعليم بالحوثيين ومسؤولة عن توزيع المساعدات الغذائية التابعة للأمم المتحدة. وأن العديد من الأشخاص في صنعاء، لم يحصلوا على حصص غذائية يحق لهم الحصول عليها، وأنه في مناطق أخرى "حُرم الجوعى من حصصهم بشكل كلي".

تعفن القمح في المخازن

وخلال الأشهر الماضية منع الحوثيون منظمات الأمم المتحدة من الوصول الى مخازن حبوب "برنامج الغذاء العالمي" في مناطق سيطرة القوات الحكومية في مدينة الحديدة (غرب اليمن)، لكنهم سمحوا لهم خلال الأيام الماضية لفحص القمح الذي تقدر كميته كافية لإطعام 3,7 ملايين شخص لمدة شهر، بحسب برنامج الغذاء العالمي.

أعلن المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي ارفيه فيرهوسل الأربعاء الماضي 20 مارس/ آذار الجاري، "ان الفحوص على عينات من القمح الموجود قرب مدينة الحديدة أظهرت وجود حشرات، مشيرا إلى ان البرنامج ينتظر الضوء الاخضر من السلطات لبدء عملية تعقيم. متوقّعا أن تكون كمية الطحين "أقل مما كان متوقعا بعد إزالة القمح الفاسد".

وفي 26 شباط/ فبراير، أعلن الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش أن المنظمة الدولية تمكنت من الوصول للمرة الاولى منذ أيلول/ سبتمبر الى مخازن القمح قرب خط الجبهة في الحديدة. وأشاد حينها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بالتقدم المحرز في عمليته الطارئة في اليمن بعد أن تمكن من الوصول لأول مرة منذ ستة أشهر إلى مطاحن البحر الأحمر في مدينة الحُديدة.


       اليمن الكبير || عين اليمن "عدن"


أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا