الحوثيون يتجاهلون خطة "غريفيث" ويواصلون الحشد والتصعيد في الحديدة‎ (تقرير خاص)

تواصل جماعة الحوثي المسلحة هجماتها العسكرية وحشد مقاتليها في مدينة الحديدة الساحلية، متجاهلة تصريحات المبعوث الأممي "مارتن غريفيث"، وحديثه عن إحراز تقدم نحو تنفيذ خطة جديدة ستطرح على الحكومة والحوثيين، من أجل تطبيق اتفاق ستوكهولم الخاص بإعادة الانتشار في المدينة وموانئها الاستراتيجية غربي اليمن.

وحشدت الجماعة يوم الجمعة، مقاتليها وأجبرت سكان المديريات الجنوبية الخاضعة لسيطرتها، وذلك لاستعراض قوتها البشرية والعسكرية بحضور الرجل الأول للجماعة ومشرف المحافظة "أحمد بشري"، في الذكرى الرابعة لانطلاق عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية، في 26 مارس 2015م، كما حشدت الجماعة سكان المديريات الشرقية، وطالبت المشايخ والسكان بالاستنفار والتجنيد من أجل معركة الحديدة.

ويوم السبت نظم الحوثيون حشدين منفصلين شمل الأول مديريات مدينة الحديدة، ونظم الاستعراض العسكري بشارع الميناء على بعد أمتار من مقر إقامة فريق المراقبين الأمميين بقيادة "مايكل لوليسغارد"، ونظم الحشد الآخر لسكان المديريات الشمالية مساء السبت في مديرية الزيدية.

"شيخ قبلي" في مديرية المراوعة شرق الحديدة أكد لـ "يني يمن"، أنه أجبر على جمع العشرات من أبناء القبيلة لحضور المهرجان، والاستعداد لحشد المقاتلين وتجنيد السكان وحضور المهرجان المركزي للجماعة في يوم 26 مارس الجاري، والذي سينظم وسط مدينة الحديدة.

وأضاف الشيخ الذي رفض ذكر اسمه لدواع أمنية، أن الجماعة تواجه صعوبة في تحشيد أبناء الحديدة، للقتال في صفوفها نتيجة الرفض المجتمعي وعدم وجود حاضنة سياسية أو دينية، للجماعة التي تكرس مفهوم سلطة آل بيت النبي محمد، ونشر أفكارها الخليط بين الشيعة والمذهب الزيدي، وأوضح أن الجماعة تكثف من دوراتها الثقافية الإجبارية لشرائح المجتمع التهامي، لكنها تلجأ للقيادات المحلية من أبناء الحديدة من أجل إقناع الناس بالعمل لصالحها.

وبحسب "مصدر عسكري" تزامنت هذه الحشود البشرية للجماعة مع استقدام تعزيزات عسكرية وبناء تحصينات جديدة داخل أحياء مدينة الحديدة، كما كثفت من هجماتها العسكرية على القوات الحكومية في الأحياء الشرقية، وحاولت التسلل صباح السبت إلى مجمع إخوان ثابت ومقر الفريق الحكومي في لجنة إعادة الانتشار.

وبحسب ناشطين في الحديدة سقط طفلان وأربع نساء في تجدد القصف المدفعي للحوثيين على مديريتي التحيتا وحيس، جنوب مدينة الحديدة في أحدث هجمات العنف التي تودي بحياة المدنيين في الحديدة منذ إعلان اتفاق ستوكهولم منتصف ديسمبر 2018م.

عضو اللجنة الحكومية لتنفيذ اتفاق ستوكهولم العميد صادق دويد، قال في تصريحات صحفية، إن الخطة الجديدة التي يتحدث عنها "غريفيث" لا تختلف كثيرا عن سابقتها سوى في بعض البنود، مؤكدا أن الجانب الحكومي سيكون متعاوناً ومسهلاً لتنفيذها، وأوضح أن الخطة تختلف عن سابقتها فيما يتعلق بشكل القوات التي ستتولى تأمين الموانئ، إذ تنص على ضرورة أن يتم نشر مراقبين في مناطق الانسحاب (الموانئ)، بدلاً عن قوات الأمن على أن يؤجل التحقق من هويات منتسبي الأمن المحلي وخفر السواحل للمرحلة الثانية.

وأكد دويد أن رئيس المراقبين الأمميين "مايكل لوليسغارد"، سلم خطة غريفيث للفريق الحكومي وأبلغه أن منتصف الأسبوع الحالي سيعقد اجتماعا مشتركا لفريقي الحكومة والانقلاب لمناقشة الخطة، وأشار أن الحوثيين لم يوافقوا على المفهوم السابق، ولا يزال موقفهم غامضا من التعديلات الأخيرة، وسوف يتضح موقفهم خلال الاجتماع المرتقب.

مصدر مطلع أكد لـ "يني يمن" أنه من المقرر أن يعقد "لوليسغارد" اجتماعه باللجنة المشتركة صباح الإثنين، في فندق تاج أوسان في مناطق سيطرة الحوثيين وسط المدينة.

وعلى الرغم من مرور ثلاثة أشهر على اتفاق ستوكهولم، فشل مبعوث الأمم المتحدة وفريقه من اقناع الطرفين بتنفيذ الاتفاق الخاص بالحديدة، ويرى مراقبون بأن غريفيث كان غامضا منذ البداية في صياغة الاتفاق ما أدى مزيد من التعقيد في ملف الأزمة اليمنية.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية