اليمن الكبير|| المهرة بوابة اليمن الشرقية

الخوف من الجدار.. هوس جديد يُقلق ميليشيات الحوثي في صنعاء (تقرير خاص)

"لا ترسموا إلا ضد العدوان، وإلا سنأخذكم السجن" هكذا كانت التهديدات صارمة من قبل مسلحين حوثيين في صنعاء أمس الخميس، ضد ناشطين خرجوا للرسم بالألوان في الجدران في "حي حدة" الشهير وسط العاصمة، بهذا التهديد أفشل الحوثيون فعالية "اليوم المفتوح للفن" وأجبروا المشاركين على المغادرة بألوانهم الزاهية. وعقب ذلك عملوا على طمس الرسومات بطلاء أبيض.

تجمع الشباب والفتيات والأطفال، منذ الساعة التاسعة صباحاً بألوانهم وفرشاتهم يلونون جدران الشوارع من أجل السلام والفن، كانت مشاهد الحياة تنبعث من ألوان الناشطين وكفوف الصغار الملطخة وهم يعبثون بالألوان الزاهية ويخربشون بها على الجدار، وتنوعت الرسومات والتشكيلات الفنية على امتداد بضعة أمتار من "شارع حدة"، قبل أن يمنعهم الحوثيون.

ويعتبر "يوم الفن المفتوح" الذي بدأه في صنعاء الفنان اليمني "مراد سبيع" في 15 مارس 2012، وأصبح تقليداً سنوياً في أكثر من عشر دول حول العالم بينها باريس، سيول، فيرونا. حيث دأب عدد من الناشطين على إحياء هذا اليوم بالنزول للرسم على الجدران في عدة مدن يمنية للتعبير عن تطلعهم للسلام والتعايش والاحتفاء بالهوية اليمنية وتزيين الجدران بالرسم تعبيرا عن حب الشباب اليمني للحياة.

مسلحون حوثيون يمنعون

وعقب دعوات الناشطين خلال الأسبوع الماضي واستخراجهم تصريح من قبل السلطات الأمنية التابعة للحوثيين، تفاجئوا بمنعهم من قبل أطقم تابعة للحوثيين اقتحمت مكان فعالية الرسم، بعد أن كانوا قد شرعوا في تنفيذها، وطلبوا منهم المغادرة وإلا سيتم سجنهم، وعقب مغادرتهم عملوا على طمس ما تم رسمه بالطلاء الأبيض.

وقال صامد السامعي -أحد المشاركين في الفعالية-"كان معنا تصريح من السلطات الأمنية (الحوثيين) للرسم وقد صدر قبل اسبوعين، وعندما بدأنا جاء جنود لمنعنا وعندما عرضنا عليهم التصريح غادروا، ومن ثم جاء حمود عباد (امين العاصمة) وسمح لنا بالرسم، ومن ثم جاء مسلحون حوثيون وأفشلوا الفعالية رغم أننا عرضنا عليهم التصريح.

وأضاف في حديث لـ "يني يمن" أن المسلحين الحوثيين طلبوا منا أن نرسم ضد العدوان (التحالف العربي) وشعارات الحوثيين وصور قياداتهم، قلنا لهم الحملة هدفها السلام والتعايش. ثم قالوا: غادروا كل واحد إلى بيته قبل ما نأخذكم جميعاً (تهديد بالسجن والاعتقال)، ونحن رفعنا الأدوات حقنا وغادرنا".

وأشار السامعي "عقب منعنا من اكمال الرسم ومغادرتنا المكان كانت نصف الجداريات قد اكتمل رسمها وبعضها لم يكتمل، لكننا تفاجأنا أن الحوثيين عادوا، عصر الخميس إلى المكان وطمسوا كل ما رسمنا بالطلاء الأبيض".

أوقفوا الرسم

وقبل أن تكتمل عدد من الجداريات منع الحوثيون استمرار الشبات في الرسم، لكنهم عبروا عن ذلك من خلال الكتابة على الرسومات الغير مكتملة حيث كتبوا "أوقفوا الرسم" (أي الحوثيين) وفي جدارية أخرى كتبوا "ما خلونا نرسم". كما عبروا عن رفضهم لممارسات الحوثيين القمعية ضد الفن والحياة بشكل عام في محاولة إغلاق المجتمع ومصادرة حريته.

وقال ناشطون إن مليشيات الحوثي لا تستطيع الحياة الا في حالة الحرب، وأن الحرب هي مشروعهم الذي يقدموه لليمنيين، لذلك فان اي دعوات للسلام والتعايش تزعجهم ويقفون ضدها بحزم، مشيرين أن "أن جماعة الحوثي تشبه داعش الارهابية التي تمنع وتحرم الرسم والغناء ومختلف الفنون، وهي التصرفات التي تمارسها جماعة الحوثي ايضا رغم أنها تقدم نفسها على انها نقيضة لداعش".

من جانبها قالت الناشطة وميض شاكر "أن الناشطون كان معهم تصريح أمنى، لكنها ضربوا بكل هذه الأوامر عرض الاسفلت ونفذوا قول السلاح الذي على ظهورهم وحشو الذخيرة الذي في رؤوسهم وقهروا أهل المكان والشارع، وتعاملوا كمحتلين منسلخين عن الأرض والهوية".

الخوف من الجدار

وكعادة ميلشيات الحوثي في صنعاء تتوجس من كل شيء حولها يقوم به أشخاص لا ينتمون إليها، سواء فعاليات ثقافية أو إنسانية او أي نشاط مدني يدعو للحياة والسلام، ينطلق فكر الجماعة الدينية من فوهة البندقية ومن مخزون كبير من "ثقافة المؤامرة"، باعتبار أي شيء غير مألوف وفني بالمقام الأول "غزو فكري وثقافي من أمريكا وإسرائيل"، وفق تفكيرهم.

وتساءلت الناشطة وميض شاكر في صفحتها على "فيسبوك" لا زلت مستغربة لماذا كل هذا الخوف من لون على جدار يا حوثيين؟! أم انكم تتبعون تعاليم المسيرة الخمينية، التي اغرقت شوارع إيران بلونها وشعاراتها في محاولة لتغير خامة المجتمع ونسيجه! لكن هيهات.

وقال الصحفي أدونيس عبد العزيز "أن كل يوم يتضح أكثر حجم التشابه الكبير بين ميليشيات الحوثي الانقلابية، وتنظيم داعش الإرهابي، بالتفجير، بالمجازر، بطمس كل ما هو جميل، بفرض الأفكار بالقوة. حيث قاموا بطمس جداريات رسمها ناشطون في صنعاء.

وأما الفنان التشكيلي ذو يزي العلوي -المشارك في الفعالية-قال بمنشور بصفحته على "فيسبوك" وقفت أمام الجدار وبدأت بالتلوين. رسمت "أشباح الحرب" بالحقيقة رسمت مخاوفي. لم تمضِ سوى ساعة وحصل ما توقعته. في إشارة إلى طمس الحوثيين للجداريات التي تم رسمها.


       اليمن الكبير || عين اليمن "عدن"


أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا