كيف احتفى الحوثيون في صنعاء بيوم "المرأة العالمي"؟ (تقرير خاص)
يضيّق الحوثيون كل يوم على الحريات العامة والخاصة للمواطنين في العاصمة صنعاء، حيث كان لهم احتفاء من نوع آخر في "يوم المرأة العالمي" وأقدمو على ممارسة انتهاكات ومنع عدد من الفعاليات كان من المقرر أن تقيمها منظمات ومؤسسات المجتمع المدني احتفاء بالمرأة اليمنية وإنجازها ونجاحاتها.
وأعلن اتحاد نساء اليمن عن إقامة "بازار مفتوح" بمناسبة اليوم العالمي للمرأة لعرض المنتجات النسائية بدء من الخميس 7 مارس/ آذار ويستمر ثلاثة أيام في "حديقة السبعين"، لكن الحوثيين منعوا الفعالية ورفضوا اقامتها باعتبارها تشجع على اختلاط الفتيات والشباب.
وضمن نظرية المؤامرة التي ينتهجها الحوثيون، يعتبرون كل الفعاليات المدنية سواء كانت تثقيفية أو احتفالية فرائحية تضم نساء ورجال، عبارة عن "غزو فكري" قادم من أمريكا وإسرائيل ويستهدف مناهضتهم والوقوف عائق أمام ما يطلقون عليها "المسيرة القرآنية"، وهو الوصف الذي يستخدمونه للتعبير عن أنفسهم.
إجراءات صارمة
وباعتبار الحوثيين سلطة أمر واقع فإنهم يفرضون رقابة صارمة على الفعاليات التي تقيمها أي منظمة او مبادرة، حيث يفرضون عقوبات كبيرة على إقامة أي فعالية دون التنسيق معهم، وأبرزها هوأن يتم اقتحام مقر الفعالية وإفشالها واختطاف منظميها والتحقيق معهم.
وقال مصدر في اتحاد نساء اليمن بصنعاء "أن الحوثيين أبلغوهم قبل ساعات من إقامة البازار أنهم ممنوعين من الاحتشاد في الحديقة والتسبب بالاختلاط بين الشباب والفتيات أمام العوائل في "حديقة السبعين" حيث أن هذا السلوك مخل بالآداب العامة وأخلاق اليمنيين".
وأضاف في حديث لـ"يني يمن" أن سلطات الحوثيين عمموا الخميس 7 مارس -أي قبل يوم من اليوم العالمي للمرأة-على كل المنظمات المهتمة بالمرأة والمؤسسات الثقافية عدد من الضوابط التي يجب أن يلتزموا بها لإقامة أي فعالية من أبرزها أن تكون للنساء فقط واطلاعهم على البرنامج للفعالية والفقرات.
واضطر "اتحاد نساء اليمن" لتأجيل فعالية البازار إلى يوم 14 مارس الجاري، بعد السماح لهم من قبل الحوثيين، لكنهم منعوهم من إقامته في "حديقة السبعين" الواسعة، وفرضوا عليهم بديل غير مناسب إطلاقاً – بحسب المصدر-حيث سيتم البازار في موقف سيارات "مطعم كنتاكي" وهم مكان صغير جداً، وخيار إجباري يريد الحوثيون من خلاله إفشال إقامة الفعالية.
معاناة النساء اليمنيات
والبازار سيعرض منتجات لنساء يمنيات، ونجاحات شخصية لعدد من النساء في مشاريع خاصة حيث استطعن خلال سنوات الحرب تعلم مهن يدوية كثير، ومن خلال هذه المهن اعتمدن على أنفسهن في الحصول على المال من خلال بيع تلك المنتجات وإعالة أسرهن في ظل حالة الحرب التي تعيشها البلاد وتدهور الأوضاع المعيشية.
وتعاني النساء اليمنيات من كثير من المشاكل حيث تعرضن للنزوح والتشرد وفقدان أبنائهن وأزواجهن في الحرب، وبعض الأسر فقدت كل رجالها وما بقيت الا النساء يعملن ويكافحن للحصول على المعيشة، واضطررن للعمل في مهن مختلفة وشاقة للحصول على الحد الأدنى من المعيشة في ضل شبح المجاعة الذي يجتاح البلاد، بالإضافة إلى الانتهاكات الأخرى التي تمارس ضدهن.
وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة قال اتحاد نساء اليمن "تعتبر معاناة المرأة اليمنية من أبرز ضحايا الحرب والتأثير السلبي المباشر عليها كونها تعاني من نقص الخدمات الصحية والأمن الغذائي نتيجة للحصار والنزوح لإيجاد مكان اَمن وهذا يعتبر تحديا كبيراً على النساء وحمل ثقيل وعبئ كبير حيث أصبحن النساء هن المعيلات والمسؤولات عن بحث فرص لإعالة أسرهن".
انتهاكات الحوثيين بحق النساء
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة استنكرت منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان (مقرها هولندا)، ما تتعرض له النساء من انتهاكات وامتهان وصل حداً غير مسبوق في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي.
وأوضحت المنظمة "أن الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيات الحوثي بحق النساء في اليمن، تتعارض كلية مع القوانين والأعراف الاجتماعية اليمنية. وطالبت بالتحقيق العاجل في قضايا الاختطاف والاغتصاب التي تعرضت لها العديد من النساء والفتيات اليمنيات.
وقالت "إن المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون التي تعد الأكثر -كثافة سكانية-كانت المرأة أكثر عرضة للانتهاكات الجسيمة خلال فترة الحرب في البلد. مشيرة "أن النساء والأسر المناهضة للحوثيين أصبحن عرضة للاختطاف والمطاردة والاعتداء الجسدي والقمع والإخفاء القسري، بل وصلت الانتهاكات في بعض الحالات حد القتل".
إلى ذلك كشف تقرير حكومي "أن 500 امرأة قتلت وإصابة 1950 امرأة بإصابات متنوعة، منها 3230 حالة نفسية، و11 حالة تعذيب، وحالة إخفاء قسري منذ انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية في سبتمبر/ أيلول 2014". وأن أكثر من 3 ملايين امرأة في سن الإنجاب، معرضات لنوع محدد من الأمراض، لعدم تلقيهن الرعاية الصحية الكاملة.
وذكر التقرير "أن مليونا و100 ألف امرأة حامل، تعاني من سوء التغذية، منهن 75 ألف معرضة لمضاعفات أثناء الولادة بشكل مباشر، وأن عام 2018 وحده، شهد 120 حالة قتل، و115 إصابة تعرضت لها نساء في مناطق سيطرة الحوثيين".




التعليقات